حقائق عجيبة مرتبطا بعضها ببعض في انسجام كامل على نحو يؤدي بالضرورة إلى ايمان كل إنسان مفكر سليم الفكر بوجود الله

فلقد شاهدت صورا بثتها وكالة ناسا للفضاء تم تصويرها بتلسكوب الفضاء العملاق  (هابل ) عن الكون المنظور, فتعجبت كثيرا من صغر حجم الكرة الارضية التى نعيش عليها بحيث انها لا تكاد ترى وسط هذا الكم الهائل من المجرات والنجوم والشموس العملاقة والكواكب التى يمتلىء بها الكون من حولنا, والسؤال هو اذا كانت الارض التى نعيش عليها لا تكاد ترى فما بال ساكنيها من البشر يتصارعون ويتقاتلون على الدنيا التى لا تساوى عند الله جناح بعوضة!؟

أن الله جل وعلا لا يعذب أحدا من خلقه لا في الدنيا ولا في الآخرة قبل ان ينذره ويحذره ولعل هذا قد تم بالفعل إما بإرسال الرسل كمبشرين ومنذرين او بظهور الحقائق العلمية الموثقة والمخترعات والاكتشافات الحديثة العجيبة والمذهلة في الكون والانسان, والتى لم يشهدها من سبقونا والتى تتطابق تماما مع الإشارات الموجودة بالقرآن الكريم واحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم مما يشهد بأن هذه الإشارات لايمكن ان تصدر من بشر قبل اكثر من 1400 سنه وان مطابقتها للعلوم الحديثة الآن دليل دامغ بأنها لم تحرف ولهذا فإنسان هذا العصر قد انتفت حجته ولم يعد امامه اي عذر يمنعه من الايمان فمثلا فى ظل الفضائيات ووسائل الإتصالات الحديثة والانترنت لا يمكن ان نتصور ان هناك من لم يسمع عن دين الإسلام وكذلك فإن شيوع القنوات الفضائية التى تبث القران الكريم على مدار الساعة قد ابطلت اى حجة لعدم المعرفة به.

يقول الله تعالى : وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا  (15 – الاسراء) . ظاهر هذه الآية الكريمة : أن الله جل وعلا لا يعذب أحدا من خلقه لا في الدنيا ولا في الآخرة . حتى يبعث إليه رسولا ينذره ويحذره. وقد أوضح جل وعلا هذا المعنى في آيات كثيرة ، كقوله تعالى : رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل [ 4 \ 165 ] ، فصرح في هذه الآية الكريمة بأن لا بد أن يقطع حجة كل أحد بإرسال الرسل ، مبشرين من أطاعهم بالجنة ، ومنذرين من عصاهم النار . وهذه الحجة التي أوضح هنا قطعها بإرسال الرسل مبشرين ومنذرين ، بينها في آخر سورة طه بقوله : ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى [ 20 \ 134 ] . وأشار لها في سورة القصص بقوله : ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين[ 28 \ 47 ] ، وقوله جل وعلا : ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون [ 6 \ 131 ] ، وكقوله : وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة الآية [ 6 \ 155 – 157 ] ، إلى غير ذلك من الآيات الكريمات.

ان الله جل وعلا ارى انبيائه شيئا من ملكوت السماوات والارض ليحدثوا بها قومهم على بينة ويقين كما فى الايات التالية بخصوص سيدنا ابراهيم ( عليه السلام ) قوله تعالى : وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (74) وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) سورة الانعام. فأصبح سيدنا ابراهيم اكثر ايمانا ويقيناً بعد هذه المشاهدة المادية!
ولعل ما حدث مع  سيدنا ابراهيم عليه السلام قد تكرر مع سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فى رحلة الاسراء والمعراج وبصورة اوسع واوضح ليثبته ويواسيه فى عام الحزن حيث توفت زوجته خديجة رضى الله عنها ومات عمه ابو طالب وكذلك بعد ان تعرض للاذى والصدود فى رحلته للطائف! يقول الله تعالى : لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ (18) سورة النجم.

والآن فى عصرنا الحديث فإن الله جل وعلا يري البشر جميعا شيئا من هذاالملكوت الكوني في السماوات والارض من خلال الصور والفيديوهات الملتقطة عن طريق تلسكوب ( هابل ) وغيره مما احدث طفرة معرفية هائلة فى علوم الفضاء وهذا متاح لجميع البشر من خلال ثورة الاتصالات والانترنت وبما ان هذه العلوم متطابقة تماما مع الاشارات القرانية او التى جائت على لسان الرسل فهى تعتبر حجة قوية تقام على اى ملحد لأنه يرى بعينيه واقعا يقينيا ولم يعد الامر غيبيا فكيف يبقى على سطح الارض ملحدا واحدا الا اذا كان لايسمع ولا يرى . ان الله جل وعلا يرينا آياته ويكشف لنا اسرار هذا الملكوت العظيم ليبطل اى حجة للمتشككين او الملحدين.
فإذا كان نبى الله ابراهيم عليه السلام عندما اراه الله ملكوت السماوات والارض قد ازداد يقينا( وليكون من الموقنين ). فحرى بالمؤمنين ان يزداد إيمانهم بمشاهدة ذلك, ولغير المؤمنين ان يؤمنوا بعد ان من الله علينا وارانا جميعا شيئا من هذا الملكوت العظيم فى عصرنا هذا. يقول الله تعالى : ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ  )  فصلت/ 53.

كان الرسل عليهم السلام يبذلون جهدا لاقناع الناس بالغيبيات ويستدرجونهم فى الحوار ليدحضوا حججهم كما فعل ابراهيم عليه السلام فى حوارة مع قومه حيث بين لهم الباطل والحق : فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ(78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ ۚ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ ۚ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا ۗ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ۗ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ۚ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81) سورة الانعام.

ولعل هذا الحوار الاستدراجى العقلانى القوى الحجة واضح ولايخفى على من عنده عقل فالله هو ربهم ، الخالق الرازق ، النافع ، الضار ، والأوثان لا تقدر على جلب نفع ولا على دفع ضر ولعل الكفار يعلمون ذلك لكنهم غالطوا أنفسهم لشدة تعصبهم لأوثانهم ، فزعموا أنها تقربهم إلى الله زلفى ، وأنها شفعاؤهم عند الله ; مع أن العقل يقطع بنفي ذلك ، والدليل على ذلك قولهم لإبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام : لقد علمت ما هؤلاء ينطقون [ 21 \ 65 ] ، وكذلك كما جاءت الآيات القرآنية بكثرة بأنهم وقت الشدائد يخلصون الدعاء لله وحده ، لعلمهم أن غيره لا ينفع ولا يضر ، كقوله : فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين الآية [ 29 \ 65 ] ، وقوله : وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين الآية [ 31 \ 32 ] ، وقوله : وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه الآية [ 17 \ 67 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .
لقد كانت رحلة الاسراء والمعراج معجزة كبرى فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم اما الان فالناس يعيشون بعضاً ولو بسيطا من امثال تلك المعجرات بأنفسهم على ارض الواقع فكلنا نركب الطائرات ونعرج بها فى السماء ونطوى المسافات الطويلة بكل يسر.

ومن هنا نجد ان علماء الغرب انفسهم من خلال الحقائق العلمية يصلون الى الايمان بل يؤلفون الكتب لهداية غيرهم وعلى سبيل المثال ذلك العلامة الامريكي ( ا. كريسى موريسون) الرئيس السابق لأكاديمية العلوم بنيويورك، ورئيس المعهد الامريكي لمدينة نيويورك، وعضو المجلس التنفيذي لمجلس البحوث القومي بالولايات المتحدة، وزميل في المتحف الامريكي للتاريخ الطبيعي، وعضو مدى الحياة للمعهد الملكي البريطاني / ولقد الف كتابا بعنوان ( العلم يدعو للإيمان ) عالج فيه مسائل علمية جديدة، ويطلعنا غرائب في الكون ما كانت تخطرببال. وهو كتاب علمي قبل كل شيء، إذ يعالج مسائل تختص بالفلك والجيولوجيا والطبيعة والكيمياء والطب وعلم الاحياء ونحوها. ولكنه بسط هذه المسائل العلمية لدرجة تقربها إلى ذهن كل قارئ.
وقد برهن المؤلف بالبراهين القاطعة على ان عجائب علاقات الإنسان بالطبيعة، ووجود الحياة نفسها، تتوقف كلها على وجود الخالق سبحانه وتعالى، وعلى وجود قصد من خلق الكون، ويتمثل هذا القصد في اعداد روح الإنسان للخلود.
وهذه الغاية التي توخاها المؤلف هي غاية جليلة بلا ريب، ولا تعارض بينها وبين الأديان على اختلافها، بل انها على العكس تؤيدها، إذ تثبت الايمان بالله الذي هو اساس كل دين. ومن ثم يروق هذا الكتاب للعالم العصري، والعالم الديني، والواعظ، ويرضى المتدين كما يقنع الذي في نفسه شك.
ولا ريب ان الموضوع الذي عالجه هذا الكتاب هو موضوع اليوم، فقد انتشرت فكرة الالحاد في كثير من البلدان، وزعم الملحدون انهم ينكرون الايمان على أساس من العلم. ولكن هاهو ذا عالم كبير يؤيد الإيمان ببراهين من أحدث العلوم.
ولقد اثنت على هذا الكتاب صحف ومجلات امريكية عدة، ومن ذلك ما نشرته مجلة (هارتفورد كورانت) ضمن مقال طويل، إذ قالت: (ان المؤلف الذي هو رئيس سابق لأكاديمية العلوم في نيويورك، قد اشتق الوقائع من مختلف العلوم، وجمعها معا في هذا الكتاب الذي يفتح الاذهان ويضيئها بشكل يدعو إلى العجب. مثله في ذلك مثل صانع الساعة الدقيقة الجميلة، إذ يبحث عن عجلة صغيرة، أو ترس هنا، وعن جوهرة هناك، ويضم اداة دقيقة إلى مسمار الحياة، حتى يتم صنع تلك تلك الساعة.
(وقد استعان المؤلف بامثلة من علم الفلك والجيولوجيا وعلم الحشرات وعلم النبات وعلم الاحياء وعلم الطبيعة وعلم النفس والفلسفة. وقد جمع هذه المادة بعناية بالغة. وعرضها بدقة وبراعةواشتق من هذه العلوم المختلفة المتشابكة، حقائق عجيبة مرتبطا بعضها ببعض في انسجام كامل على نحو يؤدي بالضرورة إلى ايمان كل إنسان مفكر سليم الفكر بوجود الله).

ونعود مجددا للصور التى بثتها وكالة ناسا للفضاء التى اوضحت مدى صغر الحجم الحقيقى للكرة الارضية بحيث انها لا تكاد ترى والسؤال اذا كان هذا هو حجم الارض فما هو حجم الانسان اذن . ذلك المخلوق الظلوم الجهول الذى يقوم بالتخريب والتدمير والإفساد وسفك الدماء . هذا المخلوق الذى اصابه البطر فلم يعد يشعر بنعم الله التى لا تحصى ونسى دورة وواجبه فى الحياة والذى يتلخص فى عبارتين عبادة الله الواحد القهار وإعمار الأرض . ولعل هذا التقدم العلمى الهائل وفى القلب منه علم الفلك هو بمثابة دعوة صريحة وجلية للإيمان اى عودة الانسان للفطرة السليمة التى خلق الله سبحانه الناس عليها .

4 thoughts on “حقائق عجيبة مرتبطا بعضها ببعض في انسجام كامل على نحو يؤدي بالضرورة إلى ايمان كل إنسان مفكر سليم الفكر بوجود الله”

  1. I am also commenting to let you understand what a really good discovery our child obtained viewing your site. She picked up a lot of pieces, which include how it is like to have an incredible helping character to make folks with no trouble completely grasp several very confusing matters. You truly did more than visitors’ desires. Many thanks for showing these informative, healthy, informative and also cool tips about your topic to Janet.

  2. Hi there! I just would like to give an enormous thumbs up for the nice info you have here on this post. I will probably be coming again to your blog for extra soon.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top