BIOLOGICAL TERRORIST . مؤامرت السياسة وأطماع الاقتصاد.. أمريكا تعلن «حرب الأوبئة» على «مصر والهند

«الإرهاب البيولوجى».. مؤامرت السياسة وأطماع الاقتصاد.. أمريكا تعلن «حرب الأوبئة» على «مصر والهند»

أرشيفية

الإمارات ـ د. سمية عسل 

 
نفايات خطيرة.. مكملات غذائية.. أمصال مفخخة.. أسلحة الغرب الجديدة
 
مركز  إسرائيلى وراء إنتاج «سموم الاغتيالات»
 
خبراء أمريكيون: نعترف باستخدام الشعوب الفقيرة فئران تجارب
 
تشن الولايات المتحدة وأتباعها من الدول الغربية وإسرائيل موجة جديدة من الإرهاب البيولوجى، الذى يستهدف الدول المؤثرة فى محيطها الإقليمى، مثل مصر والهند وباكستان وغيرها.
غير نشر مجموعة من الأوبئة بين شعوب هذه الدول للسيطرة عليها سياسيا، وامتصاص مواردها اقتصاديا.. هذا ما كشف عنه عدد من التقارير والوقائع التى صدر أخيرا فى أمريكا.. وبعضها يفسر لنا خفايا الإرهاب البيولوجى الذى تحكمه مؤامرات السياسة وأطماع الاقتصاد معاً.
وتتمثل أبرز أدوات هذا الإرهاب فى ذاك الهجوم الجرثومي العنيف عبر عواصف مجهولة المصدر، من الأوبئة التي  كنا قد اعتدنا التصادم بها منذ الستينيات من القرن الحالي وحتى يومنا هذا، ولكنها تحمل الآن من الضراوة ما يجعلنا نتساءل، لما تنتشر هذه الأوبئة في المجتمعات النامية ذات التعداد السكاني العالي مثل مصر والهند وباكستان، ويتبعها غزو جديد لعقاقير وأدوية معالجة لهذه الأوبئة، والتي دائما ما تكون أمريكية الصنع، وتصدر لنا كشعوب نامية تحت دعم اقتصادي وتسهيلات تجارية متفق عليها في بنود التعاقد، والتي تتضمن أيضا حق إجراء الأبحاث العلمية على الأفراد الخاضعة للعلاج في هذه الدول .
فى هذا السياق توقع تقرير نقلاً عن خبراء أمريكيين تصاعد الهجمات البيولوجية في عام 2013، حيث خصصت لجنة في مجلس الكونجرس جلسة عام 2008 لبحث ظاهرة الإرهاب البيولوجي وتبعاته، وخلصت إلى نتيجة مفادها أنه خلال السنوات الخمس المقبلة ستتصاعد الميول نحو استخدام الإرهاب البيولوجي بوسائله المتنوعة أكثر من الأسلحة النووية، وهناك إمكانية لشن هجوم بيولوجي ضد أمريكا وستكون حصيلة الضحايا عشرة أضعاف حادثة 11 سبتمبر.
وعليه فإن مواطني الدول النامية معرضون لخطر الإرهاب البيولوجي القادم من الدول الصناعية والقوى العسكرية العظمى، وتقع هذه الحوادث أحياناً نتيجة عدم إطلاع المواطنين والمنظمين أو ضعف القوانين في هذه الدول.
وتبدأ هذه الحرب بالأغذية الناتجة عن الهندسة الوراثية التي لم تحصل على تصاريح، يتم اختبارها على الإنسان في دول العالم الثالث لدراسة أثارها، كما تقوم شركات الأدوية العملاقة بإرسال منتجاتها الجديدة كهدايا إلى دول العالم الثالث بهدف إجراء بحوث عليها واكتشاف آثارها الجانبية، ويتم تصدير النفايات الخطيرة التي تندرج تحت مسميات عينات الاستهلاك من الدرجة الثانية إلى الدول الفقيرة.
وهناك المكملات الغذائية التي تحوي مواد خطيرة تؤدي بالتدريج إلى القضاء على صحة الأفراد، وتتسبب في تلويث المزروعات والحيوانات في كل مكان توجد فيه. ودائماً تتعرض المحاصيل الزراعية والغذائية لمحاولات تسميم، ويتم استهدافها من خلال عمليات إرهابية بيولوجية بهدف تحقيق أهداف عدوانية.
أيضا تمارس أمريكا الإرهاب البيولوجي الطبي والدوائي ضد شعوب العالم الفقيرة، حيث تجعل شركات الدواء الأمريكية منهم فئران تجارب في مختبراتها لاختبار الأدوية والأمصال الحاملة للمرض بغية الحصول على ترخيص قانوني من منظمة الغذاء والدواء الأمريكية لتكون صالحة لاستعمال الشعب الأمريكي.
وحسب القوانين المعتمدة في أمريكا يتم تخصيص ميزانيات للأقسام التنفيذية للشركات، لإجراء تجارب واختبارات لتطوير أدوية الأطفال الجديدة، لكن اختبارات هذه الأدوية تجري في الدول الفقيرة التي تعاني من خدمات طبية متدنية المستوى.
وتعتبر الأعمال التي تقوم بها شركات الدواء الأمريكية والمختبرات العلمية التابعة لها  نوعا من  الإرهاب البيولوجي الصامت، وتجري على نطاق واسع بين شعوب الدول الفقيرة وخصوصاً بين الأطفال الأبرياء، وهو ما أكدته، الدكتورة سارة باسكالي متخصصة في طب الأطفال في المركز الصحي في جامعة دولك الأمريكية عن  النهج اللا إنساني للشركات الأمريكية والذي تتبعه في الدول الفقيرة.
وهو ما اتفقت معه الدكتورة مارسيا أنكل أحد أساتذة الطب الاجتماعي في كلية الطب في جامعة هارفارد التى تعترف قائلة: لقد حولنا الأفراد والبشر في الدول الضعيفة إلى مختبرات للأدوية، طبعاً يرتبط هذا الأمر بشكل كامل بالمال والاستثمار، لكن لا يجب إجراء اختبارات الأدوية الجديدة في الدول الفقيرة لا على الأطفال ولا على الأشخاص البالغين إلا في حالات الإصابة بمرض خاص محدد يصاب فيه فقط الأشخاص في تلك الدول.
على الرغم من المشكلات التي تخلقها شركات تصنيع وإنتاج الأدوية الأمريكية في إفريقيا والدول الأخرى، لا تزال هذه الشركات مستمرة في إجراء اختبارات على أدويتها الجديدة في الدول الفقيرة، وهي في حال توسيع نطاق اختباراتها.
 
مختبرات أمريكية على أراضٍ هندية وباكستانية
وتعتبر شركات الدواء دولة الهند هدفا إستراتيجيا ذا كثافة سكانية كبيرة وتستطيع هذه الشركات التملص بشكل محترف من القوانين الأمريكية الصارمة الناظمة لإجراء اختبارات الدواء والأمصال وتخليق الأوبئة، لذا تقوم باستغلال الشعوب الفقيرة الجاهلة لتحقيق أهدافها الاقتصادية.
وتستطيع هذه الشركات والمختبرات  بنفقات قليلة جداً، أن تحصل على متطوعين من الهنود الفقراء من أجل إجراء تجارب اختبار الأمصال والعقاقير الجديدة عليهم. حيث يتقاضى العامل العادي في الهند يومياً ما يقارب 50 سنتا في حين تدفع شركات الدواء الأمريكية لكل شخص مقابل كل اختبار مبلغ يتراوح بين 100 حتى 400 دولار.
ظاهرياً هذه الأدوية عبارة عن أدوية تحديد النسل، مرض السكري، الشقيقة، وضغط الدم المرتفع أو الأمراض المعدية، يذكر أن الحكومة الهندية أعلنت أن عدد الوفيات الناتج عن اختبارات الأدوية يصل إلى 1500 حالة سنويا.
وكانت شركات الأدوية الأمريكية خلال العقود الماضية، قد نقلت قسما كبيرا من أنشطتها البحثية إلى خارج الحدود الأمريكية، حيث تختبر أمصالها  الجديدة على الشعوب في الدول الفقيرة مثل روسيا والصين والبرازيل ورومانيا. وتجري هذه الاختبارات بعلم من الحكومات في بعض الدول، ويتوقع أن التدفق المالي المرتبط بهذه الجرائم الصامتة سنوياً يصل إلى 30 مليار دولار.
ويرى دكتور نبيل زغبور من جامعة مك مستر الكندية، وهو باكستاني الأصل أن الحال في باكستان كما في الهند الناس تثق بأطبائها ثقة عمياء، ولا يعرفون شيئاً عن برامج صناعة الأدوية الجديدة و اختبارات الأطباء المرتبطة بها. ونادراً ما يسأل الناس عن الآثار الجانبية للأدوية، والقوانين في هذا المجال ضعيفة وكل شيء يحدث بسهولة، حيث تتعرض النساء والأطفال إلى أضرار كبيرة. حتى الآن هناك أكثر من ٪80 من الأدوية غير المصرح بها والتي لم تحصل على تأييد من قبل منظمة الغذاء والدواء الأمريكية لكنها تجرى اختبارات فاعليتها وآثارها الجانبية على البشر لكن خارج حدود الولايات المتحدة الأمريكية.
وحسب إحصاءات عام 1990 تم إجراء اختبارات على 271 حالة على دواء جديد صنع ليستخدمه الشعب الأمريكي لكن فئران المختبرات كانت شعوب الدول الأخرى. وقد وصل هذا الرقم في 2008 إلى 6485 حالة، وتظهر إحصاءات منظمة الغذاء والدواء الأمريكية أن أكثر من ٪80 من الأدوية التي تنتظر الحصول على تصريح قدمت إلى هذه المنظمة وثائق تظهر أنها أجرت الاختبارات خارج أمريكا. شركة (مرك) إحدى شركات صناعة الدواء العملاقة، ولها تاريخ طويل وحافل في إجراء اختبارات الدواء على الشعوب الفقيرة.
أما أخطر مراكز الإرهاب البيولوجى فى المنطقة، فهو المركز البيولوجي الإسرائيلي لمصنع سموم الاغتيالات الصامتة، ويقع هذا المركز في مدينة ريشون ليتسيون في جنوب شرق تل أبيب، ويعتبر أحد المنشآت السرية للكيان الصهيوني، وللحصول على أي معلومات صحفية عنه يتوجب الحصول على موافقة من جهاز الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، حتى وسائل الإعلام الإسرائيلية تحصل على معلوماتها من وسائل الإعلام الغربية التي لها مصادرها الخاصة في المركز.
مرة واحدة فقط منحت مجموعة من وسائل الإعلام الإسرائيلية تصريحا للدخول ومعاينة الأوضاع داخل المركز، وذلك على خلفية قيام أحد الموظفين في المركز ويدعى “إفيشاي كلاين” بالتقدم بدعوى قضائية ضد هيئة إدارة المركز، وقال إنه كان له دور كبير جداً في إنتاج مرهم جلدي مضاد لغاز الخردل، إقامة هذه الدعوة القضائية ورد فعل الإدارة عليها، أدى إلى كشف الكثير من أنشطة وعمليات المركز البيولوجي.
ويعمل في هذا المركز  300عالم وفني، وفيه عدة أقسام كل قسم يعتبر خط إنتاج لسلاح كيماوي وبيولوجي.
كتبت صحيفة هاآرتس حول هذا الموضوع: تنشط معظم أقسام المركز في إنتاج مواد بيولوجية ذات استخدامات حربية مثل سموم عمليات الاغتيال، وقد أنتج في هذا المركز السم الذي استخدمه الموساد في عملية اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في عام 1997.
وأول مرة تستخدم منتجات هذا المركز في عمليات الاغتيال كانت أواخر عام 1977 عندما سمح مناحيم بيجين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق للموساد باغتيال وديع حداد أحد زعماء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وقد اتهم الصهاينة حداد بوقوفه وراء تخطيط وتنفيذ عمليات ضد الكيان الصهيوني منها اختطاف طائرة ركاب إسرائيلية في العاصمة أوغندا عام 1976.
كما كتب الصحفي الإسرائيلي “آهارون كلاين” حول هذا الموضوع قائلاً: كان يعيش وديع حداد في بغداد، وكان يحب الشوكولاته البلجيكية كثيراً، لذا قام الموساد بوضع مادة بيولوجية في هذا النوع من الشوكولا ليقوم مسئول عراقي عميلا للموساد وصديقا لحداد أيضاً بتقديمها له. أثر هذا السم بشكل تدريجي على صحة حداد لكنه صمد ولم يسقط سريعا.
وبالتدريج ساءت حالة حداد وتم نقله إلى مستشفى في ألمانيا الشرقية، حيث تم تشخيص حالته على أنها سرطان الدم، وفي النهاية توفي حداد في 28 مارس 1978 لكن بعد مضي 32 عاماً تم الكشف عن سبب موته، وهو سم مصنع في هذا المركز البيولوجي الإسرائيلي.
لم يرغب الموساد في الكثير من الاغتيالات التي نفذها، أن يترك أثرا يدل عليه لذا يمكن القول: موت الشخصيات التي كان يعتبرها الكيان الصهيوني تشكل خطراً على أمنه ناشئا عن منتجات هذا المركز.
الإرهاب البيولوجي يشمل الأمراض الخطيرة و الفيروسات السامة وتكتمل الدائرة بمختبرات تصنيع الأدوية والأمصال، وهي لعبة كبيرة تحكمها السياسة والتربح معا، وتبقى الغلبة للدول التي تدعم البحث العلمي، وتدعم العلماء في الكشف والتصدي بل مهاجمة  المخاطر المتعددة.
 

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top