قبل ايام كنت فى عزاء لأحد الزملاء فى مقتل شقيقته وعائلتها تحت نيران القصف بالموصل حيث يرابضون وكل يوم نسمع عن ضحايا جدد فى بلاد المسلمين تحديدا. لقد كان من المفترض ان ترتقى الحضارة الإنسانية عبر الأزمنة ويكون سلوك إنسان القرن الواحد والعشرون هو الأرقى إلا اننا نرى واقعا مغايرا تماما فكل يوم بل كل لحظة يقتل الأبرياء بلا سبب وبلا ذنب . تهدّم البيوت على ساكنيها فتوأد الأطفال تحت الركام وتضرب المستشفيات فلا سبيل لإسعاف الجرحى . حصار خانق للمدن وتجويع لساكنيها لإجبارهم على النزوح فى حملات تطهير عرقية طائفية بغيضة ومبرمجة . فى العراق والشام وغيرها مقتلة عظيمة تهلك فيها عائلات بأكملها ويبقى القليل من الناجين الذين فقدوا كل شىء . اصبح الناجون يغبطون الأموات ويتمنوا لو كانوا مكانهم لأن باطن الأرض أصبح خيرا من ظهرها. كل هذا نراه ونسمعه فى زماننا ليؤكد اننا في جاهلية جديدة عصمنا الله و إياكم منها .
لقد تكررت كلمة الأولى عدة مرات فى القرآن الكريم فمثلا فى قوله سبحانه وتعالى : وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا ( الْأُولَىٰ ) (50) النجم . وفى قوله سبحانه : فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ ( أُولَاهُمَا ) بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5) الإسراء . وكذلك فى قوله تعالى : ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ ( الْأُولَى ) (33) ﴾ الأحزاب .
يقول فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي : لعل كلمة (الأولى) تشير الى ان هناك (الثانية) أن الله عز وجل حينما قال: ﴿وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ (الْأُولَى)﴾ سورة الأحزاب : 33 . أشار إلى جاهلية “ثانية” ستأتي في آخر الزمان فكلمة الأولى تشير الى ان هناك جاهلية ثانية وأن هذه الجاهلية جاهلية جهلاء، . في هذه الجاهلية يُكَذَّب الصادق، و يُصَدَّق الكاذب، يُؤتمَن الخائن، و يُخَوَّن الأمين، يضام الآمرون بالمعروف و الناهون عن المنكر، يوسَّد الأمر لغير أهله، يكون المطر قيظاً، و الولد غيظاً، ويفيض اللئام فيضاً، و يغيض الكرام غيضاً، وأنتم تسمعون كل يوم كيف أن المجرم يُعطى وسام شرف، و كيف أن المعتدَى عليه يتهم اتهامات لا نهاية لها، وكيف أن الحقائق تُزوَّر، وكيف أن الدجل يروج، نحن في آخر الزمان، وقد قال عليه الصلاة والسلام :الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ . مسلم عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ . يقتل الأبرياء كل يوم بلا سبب، وبلا ذنب اقترفوه، تهدّم البيوت، يقتل الأطفال، تضرب المستشفيات ، هذا كله ترونه و تسمعونه، نحن في جاهلية جهلاء، عصمنا الله و إياكم من الزلل .
إذاً الجاهلية أن تجهل، كما فى الأولى كانوا جاهلين بالله وبالشرائع. والجاهلية أن تعرف ثم تنحرف، كما فى الثانية. إذاً ليست الجاهلية فترةً زمنيةً، ولكنها حالةً اجتماعية. والجاهلية الأولى أحياناً أهون من الجاهلية المعاصرة . انتهى
فجاهلية أبو جهل وأبو لهب كانت أهون من جاهلية العلمانيين الذين انتشروا فى ديار المسلمين فأصبحوا دعاة على أبواب جهنم ينفثون سمومهم الخبيثة والشاذة التى لا تنسجم حتى مع الفطرة الطبيعية لمن هم دون البشر من كائنات فمثلا هل رأيتم يوما زواجا مثليا فى اى كائن على ظهر الأرض ؟ حدث هذا فى قوم لوط فدمرهم الله سبحانه ودفنهم فى أدنى بقعة على ظهر الأرض ليكونوا عبرة لكل من شذ عن الفطرة الطبيعية التى فطر الله الناس عليها . لقد ابتليت المجتمعات العلمانية بجاهلية هى أشد من الجاهلية الأولى . ففى الأولى كانت النساء لا يعرفن والمتبرجة منهن هى من يستطيع الرجال ان يعرفوا من هى وبنت من . أما فى جاهليتنا فالنساء كاسيات عاريات بلا خجل ولا حياء وصدق نبينا عله الصلاة والسلام حينما اشار ان من علامات الساعة ذهاب النخوة من الرجال والحياء من النساء. ومن الملفت للنظر ان نبينا عليه الصلاة والسلام عندما اشار لصنفين من اهل النار يظهران فى آخر الزمان ربط مابين الكاسيات العاريات واعوان الظلمة وهذا ما يشهد عليه واقعنا . قال النبى صلى الله عليه وسلم : ” صنفان من أهل النار لم أرهما بعد : رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجد ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ” رواه أحمد ومسلم في الصحيح .
وقال النبى صلى الله عليه وسلم : لَتَتّبِعُنّ سَنَنَ الّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ. شِبْراً بِشِبْرٍ، وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ. حَتّىَ لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبَ لاَتّبَعْتُمُوهُمْ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللّهِ آلْيَهُودُ وَالنّصَارَىَ؟ قَالَ: فَمَنْ؟. رواه البخارى كتاب الاعتصام ومسلم كتاب العلم باب اتباع سنن اليهود والنصارى عنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ . وهذا كناية عن شدة الموافقة لهم وتقليدهم في عاداتهم رغم ما فيها من سوء وشر ومعصية لله تعالى ومخالفة لشرعه وما أروع هذا التشبيه الذي وقع بالفعل ونراه فى ذلك التتبع والإتباع الممقوت من العلمانييين الذين أبتليت بهم بلاد المسلمين لأمم الكفر البائدة الفاسدة.
العلمانية بمعنى إقصاء الدين عن شئون الدولة والحياة وحصره داخل الكنائس نشئت فى أوروبا فى القرون المظلمة نتيجة تضارب الحقائق العلمية مع ما ورد فى الكتب المحرفة التى اعتمدتها الكنيسة مما أدى الى ملاحقة ومحاكمة العلماء بتهمة الزندقة . هذا الصراع العنيف الناتج من تسلط الكنيسة والتحريف الكبير بالكتب المقدسة لديهم لا وجود له على الإطلاق فى الحضارة العربية الإسلامية لأن الله حفظ القرآن من أى تحريف ولهذا فأى حقيقة علمية يقينية يكتشفها العلماء المعاصرون تتفق تماما مع ما ورد بالقرآن بل أن حوالى 10 بالمائة من آيات القرآن تحض على التفكر والتدبر والتبصر والتعلم وغير ذلك من المرادفات التى تحض على إعمال العقل فى كل شىء بل أن التدبر من أهم العبادات التى يؤجر عليها المسلم والتى لايجب إغفالها وايضا فإن الإسلام يحض على الإجتهاد فمن أصاب فله أجرين ومن أخطأ ايضا له أجر التعب والإجتهاد فأى دين بهذه العظمة غير الدين الإسلامى.
إنهم الإستعمار الثقافي الذي يحاول تحقيق ما عجز عن تحقيقه الإستعمار العسكري من الطعن فى الثوابت الإسلامية وتغيير المفاهيم والمعتقدات وإشاعة الفجور والفتن في ديارنا ولكن ولله الحمد يوجد فى هذه الأمة رجال هيئهم الله للتصدى لهذا الخطر الداهم وهذا الوباء المستشرى فى بلادنا والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون.
ان مايحدث الآن قد تجاوز ما كان يحدث فى العصور الجاهلية وهو أقرب للكفر منه إلى الإيمان قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ألا لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ). رواه البخاري ومسلم. فهل يدرك هؤلاء الطغاة عظم جرم تعمد القتل وسفك الدماء ألا يكفيهم قول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا يَزَالُ الْمَرْءُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا ” . صحيح البخارى والمستدرك على الصحيحين. يقول الله تعالى: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا(93). سورة النساء.
ولقد نهى الله تعالى المجاهدين في سبيل الله عن قتل من رفعوا على رأسه السيف في ميدان القتال، بمجرد قوله: لا إله إلا الله. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً) (94)) سورة النساء. ولقد عاتب الرسول صلى الله عليه وسلم، من خالف هذا الأمر حتى قبل نزوله، ولو متأولا، كما في حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه حيث قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة، فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه، قال: لا إله إلا الله، فكف الأنصاري عنه فطعنته برمحي حتى قتلته، فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟!) قلت كان متعوذا فما زال يكررها، حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم”. صحيح البخاري ومسلم.
فإذا كان هذا هو الحال فى الحرب فما بالنا الآن نضرب رقاب بعضنا البعض ولسنا فى حربا وإنما على متاع الدنيا الزائل نتصارع وفى سبيل ذلك تراق الدماء الزكية وتزهق النفوس البريئة وتهدم الأوطان وتستنزف الثروات فى عبث لا طائل من ورائه إلا الخراب . ولعل قلوبنا تملئها الحسرة عندما نشاهد آثار الدمار التى عمت البلاد الإسلامية وكنا نظن ان حلب آخرها فوجدنا ان النار قد انتقلت للفالوجة فى عملية تتطهير عرقى ممقوت لأهل السنة أما ما ابتليت به مصر فقد أتى على ارزاق البسطاء فى بلد اصلا أنهكته التحزبات والنزاعات وعدم الإستقرار السياسى والأمنى.
أيحدث هذا وفى الرجال عقول ؟ هكذا سأل الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله عليه الصلاة والسلام فرد قائلا لتنزعن عقول اهل ذلك الزمان فلا تكاد ترى رجلا عاقلا . لماذا الصراع على زخارف الدنيا ؟ ولماذا أعجب كل ذى رأى برأيه ؟ ولماذا عبدت الأهواء من دون الله ؟ اليس من الضلال والشرك عبادة الأهواء .
يقول الشيخ الشعراوى رحمه الله فى تفسير قول الله سبحانه: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23). سورة الجاثية. إن هذا التعبير القرآني المبدع يرسم نموذجاً عجيباً للنفس البشرية حين تترك الأصل الثابت، وتتبع الهوى المتقلب وحين تتعبد هواها. وتجعله مصدر تصوراتها وأحكامها ومشاعرها وتحركاتها: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} أفرأيته؟ إنه كائن عجيب، وهو يستحق من الله أن يضله، فلا يتداركه برحمة الهدى. فما أبقى في قلبه مكاناً للهدى وهو يتعبد هواه المريض {وأضله الله على علم} على علم من الله باستحقاقه للضلالة، أو على علم منه بالحق، لا يقوم لهواه ولا يصده عن اتخاذه إلهاً يطاع. {وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة} فانطمست فيه تلك المنافذ التي يدخل منها النور؛ وتلك المدارك التي يتسرب منها الهدى، وتعطلت فيه أدوات الإدراك بطاعته للهوى. {فمن يهديه من بعد الله} والهدى هدى الله، وما من أحد يملك لأحد هدى أو ضلالة. فذلك من شأن الله، الذي لا يشاركه فيه أحد، حتى رسله المختارون. {أفلا تذكرون} ومن تذكر صحا وتنبه، وتخلص من ربقة الهوى، وعاد إلى النهج الثابت الواضح، الذي لا يضل سالكوه.. انتهى كلام الشيخ .
فى الجاهلية الأولى كان الناس يعبدون أصناما من الحجارة والعجوة فإذا جاعوا أكلوها ويعتقدون انها تضر وتنفع مع ان العقل السليم لا يقبل هذا فكيف للمصنوع ان يملك ضرا او نفعا للصانع اما الآن فى عصر الجاهلية الثانية فلقد نسى الناس الله سبحانه من بعد علمهم بوجوده جل وعلا فأنساهم الله أانفسهم فأصبحوا فاسقين منحرفين عبيدا لأهوائهم يعبدون المال والشهوات والسلطة ويعتقون بعد ان غيبت عقولهم بأن من هم دون الله لهم القدرة على النفع والضر فإنتشر الرياء والنفاق والشرك الخفى والعياذ بالله فأصبحت النوايا لغير الله وهذه هى أصنام العصر الخفية المستترة عن الأعين . يقول الله تعالى : وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19) سورة الحشر .
ان ما نشهده الآن هو إنقلابا كاملا للموازين أشبه ما يكون بسيرك البطل فيه البلياتشو والمهرج بعد أن ابعدت وحبست الأسود والنمور فى الأقفاص . أصبح العبيد والعملاء والسفهاء هم وجوه القوم إلا من رحم ربى . هؤلاء يحرقون أوطانهم ومواطنيهم ولن يحرروا أرضا او ينهضوا بأمة والتاريخ واضح وشاهد على ذلك ولعل من حكمة الله ان يحتدم الصراع بين الحق والباطل حتى تتمايز الصفوف وتسقط اوراق التوت فتنكشف العورات والمواقف ومعادن الناس فمن لا يصطف مع الحق فهو مع الباطل . والآن الحل فى يد المخلصين الأحرار الذين لم يشركوا مع الله من هم دونه من أصنام الدنيا المعاصرة ولم تركع او تسجد رؤؤسهم إلا لله تعالى . هؤلاء هم القادرون على إستعادة الكرامة وإشاعة العدالة والقضاء على الفساد وبناء النهضة والتنمية وهذا بمشيئة الله سيكون كما بشر بذلك نبينا عليه الصلاة والسلام وكما وعد الله سبحانه المؤمنين فى قوله سبحانه وتعالى: فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ۖوَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47) الروم . والله منجز وعده وهو على ما يشاء قدير.
لقد كثر الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون والكل يدعى ان لديه افكارا لإصلاح البشرية ولكن الحقيقة هى انه لن يصلح حال هذه الأمة إلا بما صلح به أولها . لقد عالج الله سبحانه الجاهلية الأولى بأن توج مسيرة الأنبياء عليهم السلام بخاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام . لقد صلح حال الناس بتعاليم وشرائع ذلك الدين الحنيف دين الإسلام وما احوجنا الآن الى خلافة على منهاج النبوة لتعيدنا لتعاليم الإسلام من جديد ويصلح الله بها احوال البشرية بعد ان يضع حدا لجاهليتنا المعاصرة جاهلية الجهلاء المنافية للفطرة السليمة .
والحمد لله رب العالمين