كتب أخى د. فتحى نعينع وفقه الله موضوعا شيقا بعنوان مالا نعرفه عن غرق التايتنك وخلاصته ان صانعوا السفينة العملاقة هذة فى بريطانيا تحدوا وبغرور ارادة الله عندما اعتقدوا بأنها السفينة التى لاتغرق وقال أحدهم لقد صممنا وصنعنا سفينة كى لا تغرق حتى لو اراد الله إغراقها ولكنها غرقت فى أول رحلة لها فكانت آخر رحلة ايضا فى عام 1913 وهى تشق عباب الأطلسى فى طريقها الى نيويورك بأمريكا حيث اصطدمت بجبل جليدى ارسله لها الله قادما من القطب الشمالى كجندى من جنوده تصدى لإغراقها فى مهمة محكمة يمكن الرجوع الي تفاصيلها فى المقال المذكور
ان الدرس الذى استوقفنى وبادر الى ذهنى هو كيف غرقت التايتنك السفينة المارد وكيف نجت سفينة نوح عليه السلام من الغرق بالرغم من أن سفينة نوح كانت تسير فى موج كالجبال
قال الله تعالى: وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ – هود/42 . وماهى الحكمة المستنبطة من ذلك؟
لقد خطر لى ان أشبه رحلة الإنسان فى الحياة كالرحلة على ظهر سفينة فإنك اما تركب سفينة النجاة والإيمان (سفينة نوح) أو تركب سفينة الهلاك (التايتنك) حيث ان الأولى كانت تسير فى رعاية الله وحفظه وركابها من المؤمنين المتوكلين على الله قال تعالى : وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا هود/37. فكانت رحلتهم موفقة ونهايتها سعيدة ومن المعلوم ان صناعتها كانت بتوجيه من الله وعنايته حيث قال تعالى: وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ– هود/37
ولذلك على المسلم فى هذا الزمان وفى كل زمان ومكان تتلاطم فيه الفتن كأمواج البحر ان يبحث عن سفينة نوح ويركب فيها. وسفينة نوح فى عصرنا هى الإسلام والإيمان ولزوم الجماعة المسلمة الصادقة العادلة ليكسب الخير والنجاة فى الدنيا وكذلك الفوز فى الآخرة حيث الوصول الى بر الأمان وذلك هو الفوز العظيم برضاء الله عنه ودخوله جنات النعيم المقيم
اما الذين يركبون سفينة الهلاك كالتايتنك وغيرها التى تمثل الحياة المادية والحضارة الغربية الغارقة فى الماديات والبعيدة عن الإيمان والمغرورة بمباهج الحياة الدنيا وزخرفها والغير مؤمنة بالحياة الآخرة فإنهم كالذين ركبوا التايتنك مع طاقمها والتى كانت تشق الأطلسى كما يشق الانسان حياته باللهو والترف وظاهر الأمر هو ان ركاب التايتنك آمنون وسعداء فكانوا يلهون ويلعبون ولكن فى الحقيقة هم كانوا فى غفلة عن مصيرهم المحتوم والذى سيودى بحياتهم بأسرع مما كانوا يتصورون وبصورة مفاجاة كما قال الله تعالى: اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ – الأنبياء/1 وكما قال ايضا سبحانه: حَتّى إذا أخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وَ ازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أهْلُهَا أنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْهَا أتاهَا أمْرُنَا لَيْلاً أوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأن لَمْ تَغْنَ بالأمْسِ كَذلِكَ نُفَصّلُ الآياتِ لِقَومٍ يَتَفَكَّرُون يونس /24
اللهم اجعلنا من الذين يتفكرون فيركبون سفينة الإسلام والنجاة سفينة نوح ولا تجعلنا من الذين يركبون سفينة الهلاك التايتنك فيخسرون دنياهم وآخرتهم وهذا هو الخسران المبين كما قال الله تعالى:فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ – الزمر/15
استشاري في الطب الباطني
وباحث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة