بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله عز و جل في محكم كتابه :
(اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ، لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) الزمر / 62- 63
وقوله تعالى أيضا( وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) الأنعام / 101
فالله سبحانه و تعالى عندما خلق الكائنات كافة والكون عامة و الأرض خاصة و ما فيها من إنسان و حيوان ونبات وجماد, ومن أصغر شيء كالذرة وما دونها ومن أكبر شيء كالمجرات وما جاوزها !
فهو الخالق المبدع والقدير قد وضع لها النواميس والقوانين في تنظيم شؤونها وإدارتها بالطرق التي تحقق سيرها و إنتظام أمورها ومن جميع النواحي.
قوله تعالى: (وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) يونس / 61
يقول الصابوني في معرض تفسيره للآية الكريمة: ( أي ذلكم الله خالقكم ومالككم ومدبر أموركم لا معبود بحق سواه فهو الخالق لجميع الموجودات ومن كان هكذا فهو المستحق للعبادة وحده لأنه الحافظ و المدبر لكل شيء) () . ({وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ} أي ما يغيب ولا يخفى على الله {مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأرض وَلاَ فِي السمآء} أي من وزن هباءة أو نملة صغيرة في سائر الكائنات أو الموجودات {وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذلك ولا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} أي ولا أصغر من الذرة ولا أكبر منها إلا وهو معلوم لدينا ومسجَّل في اللوح المحفوظ قال الطبري: والآية خبرٌ منه تعالى أنه لا يخفى عليه أصغر الأشياء وإن خفَّ في الوزن، ولا أكبرها وإن عظم في الوزن، فليكن عملكم أيها الناس فيما يرضي ربكم، فإنّا محصوها عليكم ومجازوكم بها) ()
ويقول أيضا عند تفسيره لقوله تعالى: (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) الأنعام / 59 : ( مبالغة في إحاطة علمه بالجزيئات أي لا تسقط ورقة من الشجر إلا يعلم وقت سقوطها والأرض التي تسقط عليها. ولا حبة صغيرة في باطن الأرض إلا يعلم مكانها وهل تنبت أم لا! وكم تنبت ومن يأكلها ولا شيء فيه رطوبة أو جفاف إلا وهو معلوم عند الله ومسجل في اللوح المحفوظ … فدل ذلك على أنه تعالى عالم بالكليات والجزيئات) ().
وفي تفسير قوله تعالى (له مقاليد السموات والأرض) يقول: (الله جلا وعلا خالق جميع الأشياء و موجد جميع المخلوقات والمتصرف فيها كيف يشاء وهو القائم بتدبير كل شيء وبيده مفاتيح كل الأشياء لا يملك أمرها و لا يتصرف فيها غيره! قال ابن عباس مقاليد أي مفاتيح) () .
(و هو على كل شيء وكيل) أي: ( حفيظ ورقيب يدبر كل شيء ويرزقهم بالليل و النهار) ().
فالله سبحانه تعالى عندما خلق هذه الأشياء جميعا من الذرة إلى المجرة كما ذكرنا فانه لم يخلقها عبثا أو عشوائيا أو سدى و إنما بنظام محكم ودقيق و متقن قال تعالى: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا)الفرقان / 2، وقوله تعالى:(صنع الله الذي أتقن كل شي) النمل /88 ، وفي ذلك الرد على الملحدين والماديين الذين يزعمون أن الكون قد اوجد نفسه وانه يسير حسب قوانين أوجدتها الطبيعة بنفسها علما أنها عاجزة عن خلق ذرة واحده فكيف بخلق هذه الِكائنات من اصغر شي إلى أعظمها بدقه متناهيه ومن يقوم بتنفيذها وضبطها والإشراف عليها بحيث أذهلت العلماء الماديين ولم يجدوا لها تفسيرا قال تعالى : ( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ) سبأ / 23 فضلا عن انه عزوجل القائم على كل شئ (الحي القيوم) الذي (وسع كرسيه السموات والأرض) اي أمره وعلمه فهو القيوم عليها والمسؤول عنها لأنه خالقها ومبدعها وكذلك فهو جل جلاله (ولايؤوده حفظهما ) اي لايعجزه القيام بذلك فهو(العلي العظيم) البقرة /255.
ولقد شهد العديد من العلماء من غير المسلمين بمدى الدقة المتناهية التى تحكم كل شىء فى هذا الكون مما يدلل على وجود ووحدانية الله سبحانه وتعالى وهناك المئات من الأبحاث والمحاضرات التى تتحدث عما اسموه التنظيم الدقيق للكون
(Fine-Tuning of the Universe)
ولعل من اشهر العلماء الذين تحولوا من الإلحاد الى الايمان هو العالم (أنتوني فلوِ) Antony Flew وهو أستاذ فلسفة بريطاني ذائع الصيت في مجال الفكر والفلسفة والإلحاد والتدين وواحد من أكبر الملاحدة خلال القرن العشرين، وظلت كتاباته الغزيرة جدول أعمال للملاحدة طوال النصف الثاني من القرن نفسه، إلا أنه في عام 2004فاجأ العالم أجمع بعد أن بلغ الثمانين من عمره أنه قد صار يؤمن بوجود إله حيث تبين له إن نشأة الكون وبنيته وكذلك نشأة الحياة والكائنات الحية تبلغ درجة هائلة من الدقة والتعقيد، تستبعد تماماً أن تكون قد حدثت بشكل تلقائي عشوائي، وتحتم أن يكون وراءها مصمم عليم قادر.
ولقد استفاض الدكتور احمد محمد كنعان في مقال له تحت عنوان ( نهاية الإلحاد ) في بيان هذه الحقيقة بقوله:
( وهذا ما أجبر كبار العلماء على الاعتراف بتهافت فكرة الإلحاد، فكتب العالم بيتر شينكل <Peter Shinkle> في عام 2006 في مجلة “سكيبتيكال انكواير” المؤيدة للإلحاد بقوة، قائلاً : إنه في ضوء المعلومات والاكتشافات الجديدة علينا أن نعترف بهدوء أن اعتقاداتنا السابقة [ يعني الإلحاد] لا يمكن التمسك بها !وأدرك العلما كذلك أنه إلى جانب تلك المعايير الكثيرة المطلوبة لظهور الحياة على كوكب يجب أن تكون هذه المعايير دقيقة للغاية، وإلا فلا حياة، ومن ذلك مثلاً ضرورة وجود كوكب ذي جاذبية كبيرة قريباً من الكوكب المتوقع، كما هي حال أرضنا مثلاً مع المشتري الذي يحمينا من الكويكبات المتجهة نحو أرضنا فهو الذي يقتنصها ويبتلعها فيحمي أرضنا والحياة عليها من الدمار .. فتبارك الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى !وكانت مفاجأة العلماء عظيمة عندما عرفوا أن الاحتمالات التي تحول دون ظهور حياة في الكون، هي احتمالات هائلة جداً، لكن بالرغم من هذا فقد وجدت أرضنا ووجدت الحياة عليها ووجدنا اليوم أحياء على سطحها، نبحث عن جيران لنا في هذا الكون الشاسع، وصدق الله العظيم الذي يبين في كتابه الكريم حقيقة تمهيد الأرض لحياتنا (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ) سورة الحجر 19 . وقال تعالى : (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) سورة الجاثية 13
فما الذي يفسر وجودنا اليوم ووجود أرضنا ؟
فقد وجد العلماء أن الضبط الدقيق لوجود حياة على كوكب ما، لا يقارن بالضبط الدقيق الذي أوجد الكون نفسه، فقد علم علماء الفلك أن هناك أربع قوى رئيسية تحكم الكون، هي ( الجاذبية – القوى الكهرومغناطيسية – القوى النووية القوية – القوى النووية الضعيفة) وعرف العلماء أن هذه القوى قد تحددت وظهرت إلى الوجود في اللحظة الأولى من الخلق، أي بعد أقل من جزء بالمليون من الثانية الأولى من خلق الكون التي تعرف بالانفطار العظيم (Big Bang) ويقدرون أنه لو تغير أي من هذه القوى الأربعة – في تلك اللحظة – ولو بشكل طفيف جداً لما وجد الكون أصلاً!!
فهذه العوامل الضرورية وما تتطلبه من معايير دقيقة جداً، تعني أن الاحتمالات ضد وجود الكون هائلة جداً، بحيث تصبح فكرة أنها وجدت بالمصادفة تخالف المنطق تماماً ! وفي أعقاب كشف هذه الحقائق المذهلة بدأ كبار العلماء الملحدين يتخلون عن إلحادهم، ويعترفون بالخطأ الكبير الذي كانوا عليه، منهم عالم الفضاء فريد هويل<Fred Hoyle> الذي صك مصطلح “الانفطار الكبير” فقد اعترف أن إلحاده قد تعرض لهزة عنيفة بسبب هذه الحقائق، وكذلك عالم الفيزياء النظرية بول ديفيز <Paul Davies> اعترف بنبرة المهزوم قائلاً : إن مظاهر التصميم في الكون مذهلة وقاطعة، وكذلك زميله كريستوفرهتشينز <Christopher Hitchins > وهو من أشهر المدافعين عن الإلحاد اعترف أن دليل الضبط الدقيق للكون هو أقوى أدلة الفريق الآخر (يعني المؤمنين) وأستاذ الرياضيات في جامعة أكسفورد البروفيسور جون لينيكس <Dr. John Lennox> اعترف قائلاً : كلما تعرفنا على الكون كلما تعززت فكرة وجود الخالق واكتسبت مصداقية باعتبارها أفضل تفسير لوجودنا، وقال إن وجود الكون، هو المعجزة التي تفوق كل المعجزات، إنها المعجزة التي تدل دلالة لا ريب فيها على وجود الخالق سبحان .وصدق الله العظيم الذي صور حال هؤلاء العلماء أمام حقيقة الخلق، فقال تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) سورة فصلت 53″. انتهى قوله مختصرا.
ولكن كيف يقوم جل شـأنه وعظيم سلطانه بضبط خلقه من الذرة فما دونها الى المجرة وما جاوزها؟ يتم ذلك والله اعلم من خلال (كلماته) أي أوامره ونواميسه المستمرة والمتعاقبه في الكون والإنسان قال تعالى: ( الا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين) الأعراف/54 . يكون ذلك إما بالأمر المباشر (كن فيكون) كما جاء في قوله تعالى : (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) يس / 82 او من خلال أوامره إلى ملائكته الذين يكلفهم ويأمرهم بتنفيذها قال تعالى : (لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) التحريم /12.
وهذه الكلمات ومنها الأوامر هي بالكم والمقدار الكبير جدا ولايمكن الاحاطه بها لأنها تشمل كافة الكائنات والمخلوقات والأسماء من بداية خلق الكون الى نهايته كما جاء في قوله تعالى : (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا) الكهف – 109 ،وقوله أيضا 🙁وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) لقمان -27
قال القرطبي في تفسير هذه الآية : (لما ذكر تعالى انه سخر لهم مافي السموات ومافي الارض وانه اسبغ عليهم النعم نبه على ان الأشجار لو كانت أقلاما والبحار لو كانت مداد فكتب بها عجائب صنع الله الداله على قدرته ووحدانيته لم تنفد تلك العجائب لان الأشجار والبحار متناهيه وكلمات الله غير متناهيه) () ،
وقال الحسن البصري في تفسيرها : (لو جعل شجر الارض اقلاما وجعل البحر مدادا وقال الله ان امري كذا ومن امري كذا لنفد ماء البحر وتكسرت الأقلام) ().
وفي هذا السياق أيضا قوله تعالى : (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) الأعراف /54
قال صاحب صفوه التفاسير: (اي له الملك و التصرف التام في الكائنات وتبارك الله رب العالمين اي تعظم وتمجد الخالق المبدع رب العالمين) ().
ونخلص ونتوصل من ذلك :
إن الإنسان الذي خلقه الله في احسن تقويم (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) التين /4
وكرمه واسجد له ملائكته وفضله على جميع مخلوقاته قال تعالى : ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) الإسراء /70، وكذلك سخر له جميع الأشياء (من الجماد و النبات و الحيوان وغيرها) لضمان سعادته وسيطرته وتفوقه عليها ،قال تعالى (وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الجاثية /13 ، نقول……وحتى يضمن سعادته الدنيوية المادية وكذلك الأخروية الأبدية ، فانه عز وجل قد أرسل له الرسل والانبياء والكتب السماوية للوصول الى ذلك ولم يتركه سدى وتائها فقد أرشده الى ما فيه خيره في الدنيا والاخرة ومن أهمها وآخرها بعثة المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) الانبياء /107، وانزل القران الكريم (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ) ص /87 ، ( إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ) التكوير/ 27-28 ، وذلك لضمان السعادة و الرضوان في الدنيا الفانية والاخرة الباقية في حالة اتباع كتابه الكريم ورسوله المصطفى الأمين عليه أفضل الصلاة والتسليم
والحمد لله رب العالمين
د. محمد جميل الحبال
الخبر فى 8 -6- 2018 الموافق 23 رمضان المبارك 1439
أهم المصادر :
1/ مختصر تفسير ابن كثير/ دار القران الكريم بيروت/ الطبعة السابعة / 1402 هجري الموافق 1981 م
2/ محمد علي الصابوني / صفوة التفاسير / دار القران الكريم / بيروت / الطبعة الرابعة 1402 هجري الموافق 1981 م
3/ الجامع لأحكام القرآن تفسير القرطبي أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبي (ت: 671هـ)، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، دار الكتب المصرية ، ط2 ، القاهرة،1384هـ – 1964