بارك الله فى الأستاذ الدكتور محمد جميل الحبال الإستشاري في الطب الباطني والباحث في ا فلقد أدخل السرور على قلبى الملىء بالشجون وذلك بإهدائى نسخة من كتابه الجديد بعنوان : “المنتقى من التفسير الطبي للآيات القرآنية” والصادر عن دار الفكر المعاصر ببيروت والذى بذل فيه جهدا كبيرا لدمج خلاصة ما لديه من علوم فى الطب مع الإشارات الطبية فى القرآن الدالة عليها وهذا يعتبر إعجازا علميا بكل المقاييس ولقد أثمر هذا الجهد الكبير المتميز فى صدور عدة كتب أما كتابه الجديد هذا فلقد توج هذا المشوار الحافل . وتأتى أهمية مثل هذه الكتب والأبحاث الثمينة فى هذا الوقت الذى يحتاج فيه الإسلام بمن يعرف به على بصيرة بعد ان إنتشرت حملات التشويه والتنفير منه مع ندرة المنافحين عنه وكذلك فى زمن كثر فيه القراء وقل فيه الفقهاء والمجتهدون والمتدبرون الذين لولاهم ما تعرف وأكتشف العالم على ما احتواه القرآن الحكيم كتاب الله من مكنونات وكنوز لو علمها غير المسلمين لدخلوا فى دين الله أفواجا ولكفتهم وأقنعتهم بالحجة والبرهان بأن هذا الدين هو دين الحق بعد ان حفظ الله كتابه من اى تزوير او تحريف
. ان مثل هذه الأبحاث تثبت بالدليل القاطع ان هذا القرآن الذى نزل به الوحى من قبل أربعة عشر قرنا هو كلام الله سبحانه ولا يمكن ابدا ان يكون من كلام البشر وان كل حرف فيه لم تمسسه يد البشر بالتحريف ولهذا امر الله جل وعلا بتدبره بل جعل التدبر فيه من العبادات التى غفل الكثيرون عنها علما ان غير المسلمين قد هجروا دياناتهم لكثرة التحريف والتزوير فى نصوص كتبهم وفى بحثهم عن الحقيقة لن يجدوا الا القرآن ومن هنا تكمن اهمية نشر مثل هذه الكتب على المستوى العالمى لتعم الفائدة كل سكان الأرض
فليبارك الله كل مسعى فى هذا الإتجاه خاصة بعد ان امتلأت الفضائيات ومواقع التواصل الإجتماعى بما لايفيد ويكون أمثال الدكتور الحبال هم من يملئون الفراغ ويذودون عن حوزة هذا الدين بإظهار روعة القرآن وعجائبه التى لاتنقضى .
وما أحوجنا لمثل هذه الدراسات النفيسة التى يفهما ويعرف دلالتها العلماء من غير المسلمين ايضا ولعلنا نلاحظ دخول الكثيرين فى دين الله والسر هو ان مثل هذه الدراسات تخاطب عقولهم بعد ان غاب عنهم الايمان بالغيبيات ولهذا هم محتاجون للحجج والبراهين الملموسة التى تخاطب عقولهم بما يفهمون فى هذا العصر ولعل ما يزيد من فعالية وتأثير هذه الأبحاث القيمة على مستوى العالم هى ثورة الإتصالات وشبكة الأنترنت التى وصلت كل بيت على الكرة الأرضية والتى جعلت وصول هذه المعلومات لأكبر عدد من البشر يتم فى وقت قياسى وليس كما فى الماضى ومن هنا اصبحت الحاجة للنشر ماسة وملحة فى زمن إشتدت فيه الحملة على الدين الإسلامي . وبما ان ما توصل إليه الطبيب الباحث فى كتابه متطابق تماما مع ماورد فى القرآن الذى هو الحقيقة المطلقة التى لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها
فهذا يعنى ان ما توصل إليه قد وصل لمرتبة الحقيقة وإلا ما تطابق مع ماورد من اشارات قرآنية وهذا يعنى ان الدكتور قد وصل بعلمه الى المنتهى ولعل هذا قد كلفه الجهد الكثير لكى يكون بارعا فى علوم الطب وكذلك علوم البحث والإستنباط فى مجال الإعجاز العلمى فى القرآن والسنة وهذا دليل على انه من حملة القرآن الحقيقيين الذين لا يشبعون من قرائته وتدبر آياته وإستنباط الحقائق منه وطلب العلم فى هذا المجال لا نهاية له ولايحده زمان او مكان ولأنه من حملة كتاب الله فلقد اضاء الله وجهه وهذا أمر لاحظه الكثيرون غيرى. ولنضرب امثلة من الكتاب الذى بين أيدينا يوضح ما عنيناه فى الفقرة السابقة فقد ورد في موضوع (تحديد جنس الجنين) في ص 219 فى قوله تعالى : ( أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى . أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى . ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى .
فَجَعَلَ مِنْهُ ( أي : المني ) الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى . أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى ) القيامة/ 36 – 40 تدل على أن الرجل هو الذى يحدد نوع الجنين فالحيوان المنوي أو نطفة الرجل هي التي تحدد نوعية الجنين ذكراً أم أنثى والنطفة التي تُمنى هي نطفة الرجل بلا ريب ، نشير الى ان بسبب هذه الحقيقة دخل الإسلام دكتور ألمانى كان قد وصل لهذه الحقيقة قبل ان يعرف انها موجودة فى القرأن ويقول تعالى ايضا ( وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى . مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى ) النجم/ 45 ، 46.والتي فيها اشارة الى عدد الكروموسومات في الإنسان ( 46) كروموسوما والمطابق لرقم الآية .
هذا عن تحديد جنس الجنين والتى أشار إليها فى الآية 45 – 46 من سورة النجم أما خلق الجنين نفسه نجد قوله تعالى : ( إنا خلقنا الإنسان من “نطفة أمشاج” نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا ) . سورة الإنسان/2 . وعبارة (نطفة أمشاج) تشير الى ان النطفة تحتوى على الخلايا الجنسية ( ذكرية او أنثوية) وتسمى مشيج ويحتوى كل مشيج على نصف عدد الكروموسومات الموجودة فى الخلايا الجسدية أى تحتوي علي 23 كروموسوم ويطلق عليها مشيج أنثوى (بويضة) أو مشيج ذكرى (حيوان منوى) وعند إتحادهما أمشاجا تتكون الخلية الجسدية (البويضة المخصبة 46 كروموسوم) لتبدأ عملية الإنقسام وتكوين الجنين وخلق الإنسان حسب المراحل المشار إليها فى آيات أخرى عديدة بالقرآن وسبحان الله العظيم
.
ولعل من التوافق العددى المدهش ان الحقيقة القرآنية تتحدث عن ان جنين الإنسان يتكون من مشيجين اثنين ( انثوى وذكرى) وتأتى هذه الحقيقة فى سورة الإنسان فى الآية رقم 2. ولعل من اهم ما لفت نظري ايضا في مباحث هذا الكتاب الذي يتألف من 228 صفحة من الحجم المتوسط هو موضوع ( القلب في القران والطب ) ص 139 والذي وضع النقاط على الحروف في التفسير الطبي للقلب والفؤاد والعقل والصحيح في معانيها التي احتار المفسرون قديما وحديثا في التوصل لمعرفتها
وكذلك في التفسيرالطبي المعاصر عن ( حبل الوريد) في قوله تعالى ( ونحن أقرب اليه من حبل الوريد ) ق-9 وذلك في ص 207 الذي كان يفسر بالوريد العنقي ( الوداجي ) وقد اوضح الدكتور الحبال ان المقصود به هو (جذع الدماغ) وكذلك عن الجينوم البشري الذي عبر عنه القرآن الكريم في قوله تعالى ( وفي انفسكم افلا تبصرون) الذاريات- 21 وذلك في ص 221 فنجد تطابقا فى عدد الآيات الواردة فى المصحف مع عدد إكسونات الكروموسوم (إكس) التى تقارب عدد آيات القرآن الكريم البالغ عددها 6236 آية ! .
والكتاب ملىء بغير ما أشرنا إليه بالكثير من الموضوعات الشيقة. وللدكتور الحبال كتبا كثيرة تناولت هذا الموضوع وهو دراسة النواحى الطبية التى وردت فى الكثير من الآيات القرآنية وناهزت 400 آية
ومن هذه الكتب 🙁 الموضوعات الطبية في القرآن الكريم) و (الطب فى القرآن) و (العلوم فى القرآن) و (العلوم المعاصرة فى خدمة الداعية الإسلامى) كما شارك فى كتابة الجانب الطبى من ( تفسير المدينة المنورة (الذي صدر حديثا عن مركز تعظيم القرآن الكريم بالمدينة المنورة . أما على موقعه بالأنترنت فهناك كتاب – المنظومة السباعية فى القرآن الكريم-علاوة على العديد من الأبحاث والمقالات الطبية والإسلامية باللغتين العربية والإنجليزية
أما الحلقات التليفزيونية التى ساهم بها في القنوات الفضائية فهي كثيرة والموجود جزء منها على اليوتيوب. أما كتابه الجديد (المنتقى من التفسير الطبي للآيات القرآنية) فله طابع مميز ولعله كما يدل عنوانه عبارة عن إختيار لبعض الموضوعات كمن إنتقى من كل بستان أجمل ما فيه من زهور وإن كانت كلها جميلة. ولقد صيغت الموضوعات المنتقاة فى اسلوب مختصر وشيق ومدعم بصور توضيحية ملونة وبإسلوب علمى محترف يحتوى على المادة العلمية بشكل دقيق عرضت بإسلوب يفهمه حتى من هو خارج النطاق الطبى.
وهذا الكتاب ضم عدداً كبيرا من الموضوعات الطبية فى علم الأجنة والطب النسائي والتوليد وطب الأطفال ووظائف الأعضاء وطب الشيخوخة والطب الوقائي والغذائي وغيرها وربط بين الأحكام الفقهية والحقائق الطبية فكان بحق تفسيرا علميا معاصرا فى النواحى الطبية القائم على الأدلة الراسخة والحقائق العلمية االحديثة والمعاصرة التى يعيها جيدا علماء ذلك الزمان ولذلك نلاحظ دخول الكثير من علماء الغرب فى الإسلام وعد الإكتفاء بإنقاذ أنفسهم بل تحولهم للدعوة إليه وسبحان الله فعلا لايعلم جنود ربك إلا هو سبحانه .
بارك الله فى الدكتور محد جميل الحبال وجعل كل مساهماته خالصه لوجه الله وصدقة جارية له ترفع بها درجاته ويثقل بها ميزان حسناته يوم الحساب ونسأله تعالى ان يديم عليه الصحة والعافية وان يمد لنا فى عمره ليتمكن من إثراء المكتبات الإسلامية بالمزيد من هذه الدراسات والأبحاث النافعة. والحمد لله رب العالمين
السمع والأبصار والأفئدة
(دراسة قرآنية طبية)
قال تعالى : )وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (النحل:78)
وقال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ) (المؤمنون:78)
وقال تعالى: (ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ) (السجدة:9)
وقال تعالى: (قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ) (الملك:23)
وقال تعالى (وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) (الاحقاف:26)
جعل وأنشأ تعني: صيّر ، والأفئدة هي القوى العقلية كالنطق والتفكر واللغة والحفظ والتذكر،ومركزها الدماغ .
- من الجهة الوظيفية تبدأ حاسة السمع بالعمل في الجنين منذ الشهر الخامس من حياته وتبدأ حاسة البصر بالعمل منذ الشهر الثالث بعد الولادة، أما القوى العقلية فتتكون تدريجيا منذ الثانية من عمر الوليد، ونرى والله أعلم أن في ترتيب وتتابع كلمات السمع والأبصار والأفئدة في الآيات الكريمة أعلاه إشارة ضمنية إلى ظهور وظيفة حاسة السمع أولا التي تسبق في العمل حاسة البصر والتي تسبق بدورها ظهور القوى العقلية في الوليد.
- اما من الجهة التشريحية: فإن مركز السمع يقع في الفص الدماغي الصدغي ومركز البصر خلفه في الفص الدماغي القفوي في مؤخرة الدماغ (انظر الشكل ادناه)
ما بالنسبة للعين والأذن فنجد أن الآيات القرآنية التي ورد فيها ذكرهما يتقدم ذكر العين على الأذن دائما كما في قوله تعالى : (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) (لأعراف:179) ،وقال تعالى : (أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ) (لأعراف:195) ، وقال تعالى: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ) (المائدة:45)
فإذا كان السمع يتقدم البصر في الآيات السابقة فإن العين تتقدم الاذن في هذه الآيات. فلو كان التقديم للتشريف لتقدمت الأذن على العين كما تقدم السمع على البصر لأن الأذن أداة السمع والعين أداة البصر فلقد وجد العلماء أن مراكز السمع داخل المخ البشري يتم فيه إدراك المسموعات وعقلنتها ومراكز البصر الدماغية كذلك يتم فيها إدراك المبصرات وعلقنتها وأداة مركز السمع الأذن التي تجلب اليها الأصوات واداة مركز البصر العين التي تجلب اليها الصور.
ومع أن العين في الوجه تتقدم الأذن في رأس الإنسان فإن مركز السمع يتقدم مركز الأبصار في دماغه تشريحيا
وهنا تظهر المعجزة العلمية الباهرة فالترتيب المكاني للسمع والبصر في الآيات يأتي وفقا للترتيب المكاني التشريحي لمراكز السمع والبصر في دماغ الإنسان، وكذلك الحال بالنسبة للعين والأذن تشريحيا فالعين تقع في مقدمة الوجه امام الأذن .
أما بالنسبة للأفئدة تشريحيا فنجد أن ذكرها يات في مكان ثابت بعد السمع والبصر في كل أيات القرآن ومعظمها وبصيغة الجمع والفؤاد لغة من فأد أي توقد ويأتي في معاني العواطف والغرائز والأحاسيس كقوله تعالى: (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) (ابراهيم:37) وقوله تعالى: (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (القصص:10)
مما يجعل الفؤاد مرتبطا بالسمع والبصر إرتباطا عضويا وله علاقة بالأحاسيس والعواطف. ولكن هل يمكن تحديد الفؤاد مكانه بأنه في عمق (داخل) المخ من خلال هذه الآيات؟. الجواب نعم وذلك لوجود الفؤاد في مكان ثابت بعد البصر وليس بعد مركز الأبصار من الخلف وهذا يحتم الإتجاه الى عمق المخ حيث اكتشف العلماء مركز الأحاسيس والعواطف هناك في جهاز يسمى (Limbic System) .
مقدمة الفص الأمامي في الدماغ( الناصية):
ماهي المنطقة الدماغية البشرية العليا التي تجعل الإنسان اهلا للتكريم والتكليف واتخاذ القرار والقدرة على الإختيار ؟.
هنا في مخ الإنسان مكان تحقق فيه هذه القيمة البشرية العليا وهو أهم منقطة فيه مقدم الفص الجبهي في مخ الإنسان (الناصية) Pre-frontal lobe (انظر الى الشكل أدناه)
والذي اكتشف العلماء أن له علاقة بالإختيار واتخاذ القرار بين البدائل والعلاقات العقلية العليا لكونه مركز القابليات الذهنية العليا والذكاء العميق والمنطق والذي يتميز أن الإنسان فقط يمتلك هذا الجهاز وقد فضله الله على كافة المخلوقات لإمتلاكه هذه الخاصية قال تعالى : (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) (الاسراء:70)
في القرآن الكريم إشارة الى مكانه ووظيفة مقدمة الفص الأمامي (الجبهي) او الناصية قوله تعالى:
- (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (هود:56)
- (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى،عَبْداً إِذَا صَلَّى،أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى،أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى ،أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ،كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ، نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ) (العلق:9-16) والناصية في اللغة والتفسير هي مقدم الرأس عند منبت الشعر او منطقة الجبهة.
والآية الأولى (سورة هود) تقرر أن الناصية هي مكان السيطرة العليا والقيادة للإنسان. والآيـة التالية (سورة العلق) تبين أن الناصيـة هي منطقة الاختيار واتخاذ القرار فناصية الكافر كاذبة خاطئة ومن مفهوم المخالفة فان ناصية المؤمن صادقة مصيبة!
مراكز السمع والفهم والأبصار الدماغية:
قال تعالى : (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ) (البقرة:18)
وقال تعالى: (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (البقرة:171)
وقال تعالى: (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الأنعام:39) (الأبكم: من لا يفقه الكلام المسموع)
عندما يكون الرأس مستويا تتوزع من الأمام إلى الخلف المراكز العصبية الدماغية التي تتحكم في سماع الأصوات وفهمها ورؤية الأشياء؛ فمركز سماع الأصوات يوجد في الفص الدماغي الصدغي وتَعطُّله أو تلفه يعطي الصمم، ومركز فهم الأصوات يوجد خلفه في الفص الدماغي ألجداري (منطقة فرنيكا) وتعطُّله أو تلفه يعني البكم (عدم فهم الكلام المحكي) والمراكز الدماغية البصرية موجودة وراء الفص الدماغي القحفي وتعطُّله أو تلفه يعطي عمى البصيرة. هذا ما كشفه علم تشريح وظائف أعضاء الدماغ في القرن العشرين وما تضمنته بصورة خفية الآيات الكريمة أعلاه التي تقدمت فيها كلمة “صم” على كلمة “بكم” وكلمة “بكم” على كلمة “عمى” فمركز فهم الكلام المسموع يتوسط دائما مركز رؤية الأشياء الذي يحده من الخلف ومركز سماع الأصوات الذي يحده من الأمام عندما يكون رأس الإنسان في الوضع الطبيعي.(انظر الشكل المخطط ادناه)
ولأن الموصوفين ب(صم بكم عمي) هم الكفار الذين يتمتعون بسمع جيد وبصر حاد ولسان مبين فإن كلمة(صم) هنا تعني تعطيل عقلنة السمع وكلمة (عمي) تعني تعطيل عقلنة البصر فتكون كلمة (بكم) آفة عقلية خاصة بعقلنة البيان والفهم ومما يؤيد هذا التفسير قوله تعالى 🙁 وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (النحل:76)
إذن فكأن كلمة (أبكم) تشير الى منطقة البيان بين مركز السمع ومركز البصر في الدماغ (منطقة فرنيكا) وفي حالة تعطيلها تؤدي الى عدم الفهم للكلام
وفي يوم القيامة يحشَر الله سبحانه وتعالى الكافرين على وجوههم ناكسي رؤوسهم أعاذنا الله من ذلك قال تعالى : (وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ) (السجدة:12)، فهم في وضع الرأس المنكوس وعلى وجوههم فيكون بذلك الدماغ تشريحيا مؤخرته الفص القفوي الذي فيه المركز البصري في المقدمة أما مراكز الدماغ الأخرى فتصبح وراءه وهي بالترتيب مركز البيان والفهم (بكم) ومركز السمع (صم) ، فيصبح مركز البصر في المقدمة ومركز السمع في المؤخرة ومركز الفهم والبيان بينهما في الوسط في كلتا الحالتين، كما في قوله تعالى : (…وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً) (الإسراء:97)
وهذه إشارة في منتهى الدقة والصواب مما يحقق الخارطة التشريحية الدماغية للإنسان حتى يوم القيامة في ذلك الموقف الصعب المهين للكافرين امام رب العالمين نسأله تعالى العفو والعافية وان يجنبنا هذا الموقف المخزي ويجعلنا من اصحاب الجنة الذين لاخوف عليهم ولا هم يحزنون.
السمع والأبصار:
قال تعالى : (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ) (يونس:31)
قال تعالى: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (النحل:78)
وقال تعالى: (وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) (الاحقاف:26)
وقال تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ) (الأنعام:46)
وقال تعالى: (وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ) (فصلت:22)
وقال تعالى : (خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (البقرة:7)
وقال تعالى: (يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة:20)
وقال تعالى : (أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) (النحل:108)
وقال تعالى: (حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (فصلت:20)
وفي دراسة الآيات الكريمة اعلاه نجد أنه :
- ما اجتمعت كلمتا السمع والأبصار في القرآن الكريم إلا وتقدمت كلمة السمع على كلمة الأبصار ، لأن حاسة السمع أهم بالنسبة إلى الإنسان من حاسة البصر في تنمية القدرات العقلية،ولأن حاسة السمع تظهر في الجنين وتبدأ بالعمل قبل حاسة البصر،حيث تبدأ خلايا السمع الأولية بالظهور في الجنين منذ الأسبوع الثالث من حياته، وبالعمل في الشهر الخامس (قبل ولادته بأربعة أشهر) أم خلايا حاسة البصر فتبدأ بالظهور منذ الأسبوع الرابع من حياة الجنين وتبدأ بالعمل منذ الشهر الثالث بعد الولادة.
- ومن الناحية التشريحية فإن مركز السمع يتموضع في الفص الصدغي الدماغي قبل مراكز البصر الدماغية التي تتموضع في مؤخرة الدماغ في الفص القفوي.
- نلاحظ ان القرآن الكريم في الآيات أعلاه وغيرها يفرد حاسة السمع ويجمع حاسة البصر (الأبصار) والخلفية الطبية لذلك ان حاسة السمع تعمل كمنظومة واحدة في الإنسان حيث ان المركز السمعي الدماغي في الفص الصدغي يغذي في كل جهة يغذي كلتا الأذنين بمعنى أن كل أذن تستلم وتورد الإيعازات السمعية الى كلتا الجهتين فإذا تعطلت المركز السمعي في احد الجهتين فإن الجهة الاخرى تغذي الأذن التي حصل فيها العطب مركزيا.
أما بالنسبة للمراكز البصرية فهي متعددة وتبلغ أكثر من أربعين مساحة بصرية دماغية في مؤخرة المخ (الفص القفوي) وتعمل كل منها بصورة مستقلة لتؤدي وظيفة معينة في حاسة البصر وتتغذى بألياف اعصاب بصرية مستقلة تنتشر في عمق الدماغ من مقلة العين في الأمام الى مؤخرة الدماغ مرورا بالفصين الصدغي والجداري (أنظر الشكل أدناه)
المنظومة البصرية للإنسان
ضلا عن أن الشخص الذي يتحدث مع شخص آخر ويحصل هناك كلام جانبي فإنه لايسمعه ولايستوعبه بينما الناظر الى شيء معين ضمن ساحته البصرية فإنه يستطيع أن يرى عدة أشياء او مناظر ثابتة او متحركة في نفس الوقت.
من اجل ذلك فقد افرد القرآن الكريم حاسة السمع (السمع او سمعا) وجمع حاسة البصر ( الأبصار أو أبصارا) والله اعلم بمراده.
الصمم والعمى الخارجي والصمم والعمى الداخلي (الدماغي)
قال تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لا يَعْقِلُونَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لا يُبْصِرُونَ) (يونس:-4243)
وقال تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ) (محمد:16)
وقوله تعالى : (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) (لأعراف:179)
تتألف آلة السمع من الأُذنينِ وعصبي السمع والمراكز الدماغية حيث تتحول الموجات الصوتية إلى مدلولات عقلية ، إن كل إصابة في الأُذنين وعصبي السمع تعطي ما يسمى بالصم الخارجي وكل إصابة في المراكز الدماغية المتخصصة في تسجيل الصوت وعقلنته أي فهمه وإدراكه تعطي ما يسمى بالصمم الدماغي، ولم يفرق علم وظائف الأعضاء بين الصمم الخارجي والدماغي إلا في القرن العشرين، أما القرآن الكريم فقد فرّق تفريقاً واضحا بين الصمم الخارجي (صمم الأذن) والصمم الدماغي كما في قوله تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ –أي المصابون بالصمم الدماغي- وَلَوْ كَانُوا لا يَعْقِلُونَ) (يونس:42) ، وقال تعالى: (أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ –أي على مراكز السمع الدماغي- فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ) (لأعراف:100) .
عمى البصر وعمى البصيرة:
تتألف آله النظر من العينين وعصبي النظر والمراكز الدماغية الموجودة في مؤجرة الدماغ حيث تتحول الموجات الضوئية إلى صور مرئية، ولم تُكشف المراكز الدماغية المتخصصة بالبصر إلا في القرن العشرين، وتعطلها أو تلفها ينتج عنه ما يسمى بالعمى الدماغي أم عمى البصيرة وقد أشار إلى ذلك قوله تعالى: ومنهم من ينظر إليك (ما يعني بأن العينين وعصبي النظر سليمان) أفأنت تهدي العمي ولو كانوا (ما يعني بأن مراكز البصيرة والدماغية معطلة) ويشرح ذلك قوله تعالى: (… وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) (لأعراف:179)
والحمد لله رب العالمين
SAAD RAMZI ISMAIL MOHAMMED AHMED MAHMOOD AL HALEEM AL YASEEN AL KHIRO, AL TAHAN AL TY AL MAWAL AL KUBAISI
ilالمصادر:
- حسين رضوان اللبيدي-تركيب المخ البشري في ضوء القرآن- موقع موسوعة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة.55a.net
- محمد جميل الحبال –العلوم المعاصرة في خدمة الداعية الإسلامي- مكتبة دار المنهاج القويم- دمشق( 2006م)
- محمد جميل الحبال- الطب في القرآن-دار النفائس –بيروت (1997م).
- مجموعة تفاسير للقرآن الكريم (أبن كثير-محمد علي الصابوني، الطاهر ابن عاشور، الجلالين).
- Kaplan & Sadock`s-Synopsis of Psychiatry , 8th ,William`s & Wiskins Maryland. USA (1998).
بارك الله فيكم وزادكم في العلم والبصيرة
Thanks for visiting my blog and reading you can share your stories case studies any article or idea
you have i can publish it here for others to read thanks again, salam Alaikum dr alhamdulillah for the Islam and the knowledge of the Quran
since i was born in Baghdad back in 1953 to now i fascinate about the Quran amazing details and perfect grammar and science in every
thing from statistic to math to geography and biology to DNA and chemistry, from astronomy to the stars, from earth, moon and
the sun to the running away of our cosmos. both the quran and most not all most of the bible are amazing if we know where to look how to look
and how to know the truth from the false bible verses.
Shokran dr abdelsalam baraka all h fekum too salami to all the family in IRAQ balad al 3elm wal thaqafa
was born in baghdad and i caried the knowledge that i learn from them
الاصدقاء اللذين يحبوا الكتب جبتلكم تقريبا كل روابط الكتب المعروفة
ارجو ان تعم الفائدة
ولاتنسوني من صالح الدعاء