“قراقوش” اسم تردد على ألسنة المصريين منذ ما يقارب من ألف عام و هو اسم يطلق كنايةً عن الظلم في التاريخ العربي و قد نسبت هذه العبارة إلى الأمير بهاء الدين قراقوش ،و قليل من المؤرخين الذين اهتموا برفع الظلم عن هذا الرجل ، و الذي يعد أحد كبار المهندسين والبنائين في تاريخ الإسلام، و الغريب أن كل ما تردد من تراث مغلوط و سمعة سيئة نعتت قراقوش بالظلم و الاستبداد سببها كتاب وضعه أحد الموتورين من منافسي قراقوش و خصومه الحاقدين في عصره و هو ابن مماتي، الذي كتب عنه كتاب: (الفاشوش في معرفة أخبار قراقوش)، و قد ملأه بالادعاءات الظالمة التي نسبها إلى الأمير قراقوش،و قد وصفه بالغفلة و الحماقة و البطش و الاستبداد و التي سرعان ما انتشرت على ألسنة العامة داخل و خارج مصر !!
وُلد قراقوش بآسيا الصغرى، وهو رومي النسب، خدم أسد الدين شيركوه القائد العسكري في جيش عماد الدين آل زنكي ، ثم في جيش نور الدين محمود . و قد دخل قراقوش مصر في جيش أسد الدين شيركوه و ابن أخيه صلاح الدين الأيوبي، في تلك الفترة التي شهدت انهيار الدولة الفاطمية و نذر قيام الدولة الأيوبية. و قراقوش هو (بهاء الدين بن عبد الله الأسدي) ، وسمي بالأسدي نسبة إلى أسد الدين شيركوه قائده، ومعنى (قراقوش) بالتركية النسر الأسود ،و كان قراقوش ضلعًا في مثلث ارتكزت عليه الدولة الأيوبية في مصر، الضلع الأول هو الفقيه عيسى المهكاري، والضلع الثاني هو القاضي الفاضل، والضلع الثالث هو القائد العسكري قراقوش .
و بينما كانت الدولة الفاطمية ذات صبغة مدنية، واهتمت بإنشاء الدواوين المتعدِّدة، فإن الدولة الأيوبية كانت ذات صبغة عسكرية ، و ذلك لظروف مواجهتها لخطر الغزو الأوربي متمثلاً في جيوش الفرنجة ، لذا اهتمَّ صلاح الدين بالتجهيزات العسكرية من مدِّ الجسور، وبناء القلاع والحصون، وإنشاء الأسوار ، وهي مجالات كان لقراقوش باع طويل فيها ، و عندما مات الخليفة الفاطمي العاضد كان صلاح الدين قد انتهى من قطع اسمه من الخطبة، وذكر اسم الخليفة العباسي بدلاً منه، وتولى صلاح الدين يوسف الأيوبي الحكم رسميًّا، وقد حوى القصر الفاطمي كنوزًا هائلة، خشي صلاح الدين عليها من النهب ، فاختار صلاح الدين، قراقوش متوليًا على القصر للحفاظ على خزائنه.
و قد تألق نجم قراقوش في ظلِّ قيادة صلاح الدين التاريخية و كان له دورا هاما في تلك الحقبة من التاريخ ، و كان لقراقوش أعمال عسكرية هامة يمكن تقسيمها إلى ثلاث نواح ٍرئيسة :
1- إقامة قلعة الجبل( قلعة صلاح الدين الايوبي) فوق المقطم، التي ظلَّت مقرًّا للحكم في القاهرة حتى عهد محمد على إلى أن استبدل بها الخديو إسماعيل مقرًّا آخر للحكم. كما أتبعها ببناء قلعة المقسي، وهي برج كبير بناه قراقوش على النيل، وبنى بالقرب منه أبراجًا أخرى ، على طراز الأبراج الفرنجية لا الفاطمية ، التي وجدها أقوى و أكثر تقدُّمًا.
2- سور القاهرة: بعد الانتهاء من بناء القلعتين، قام قراقوش ببناء سور كبير يحيط بالجيزة ناحية الصحراء الغربية من أحجار الأهرامات، ثم بني سورًا يحيط بالقاهرة، وبناه من حجارة الأهرامات الصغيرة والمقطم، وحفر فيه بئرًا وضم مسجدًا . وهذا السور هو السور الثالث الذي أحاط بالقاهرة بعد سور جوهر الصقلي مؤسس القاهرة، وسور بدر الدين الجمالي الأمير الفاطمي، وكان السوران من اللَّبِن وليس من الحجارة .
3- سور عكا: فقد استردَّ صلاح الدين عكا بعد بيت المقدس من أيدي الفرنجة، وتهدَّم سور المدينة من الحصار، وترك لقراقوش مهمة إعادة بناء السور المتهدم، ومضى ليحرِّر الحصون الأخرى من الفرنجة، وعكف قراقوش على عمله بجد وشغف و بعزيمة ومضاء، وهو يدرك أهمية هذا العمل في تحرير الأرض العربية من أيدي المغتصبين، ولكن الفرنجة في محاولة يائسة، قرروا لمَّ شتاتهم في المنطقة والقيام بعملية التفاف حول قوات المسلمين، وحاصروا عكا حتى يشتتوا تركيز صلاح الدين، واستمر الحصار عامين، وقراقوش يقود المقاومة والصمود داخل المدينة المحاصرة، حتى غلبهم الجوع والوباء وإمدادات الفرنجة التي أتت من البحر، لتقع عكا في أيديهم، ويقع من فيها أسرى و قتلى وجرحى، و أُسِرَ قراقوش نفسه حتى أُفرج عنه في الصلح عام 1192م.
بعد وفاة صلاح الدين، عمل قراقوش في خدمة العزيز ، وقد أحبط مؤامرة العادل لخلع العزيز بالله بالاتفاق مع قائد أكبر قوات العزيز، وهو حسام الدين أبو الهيجاء السمين زعيم الأسدية الذي انسحب بقواته من الشام وكشف ظهر العزيز بالله، ولكن قراقوش أحبط محاولة الانقلاب على العزيز بالقاهرة .
وبعد وفاة العزيز تولَّى المنصور وسنه تسع سنوات، أصبح قراقوش وصيًّا على العرش، وعندما انقسم الصلاحية والأسدية، واستعانوا بالملك الأفضل عم المنصور، تنازل قراقوش له عن الوصاية ،و لكن مؤامرات العادل استمرت، وظلت أطماعه في الشام صوب عرش القاهرة ، وعزم على الإغارة على القاهرة، فلما تبين الأفضل أطماع عمه العادل، جمع قواده وعرض عليهم الأمر، فقال له الأمير بهاء الدين قراقوش في تصميم : “لا تخف يا مولاي، فنحن جندك و جند أبيك من قبلك، مرني أحفظ لك قلعة الجبل، ثم مرني أحفر لك ما بقي من سور البلد، ثم مرني أتعمق الحفر، حتى أصل إلى الصخر، وأن أجعل التراب على حافة الحفر، فيبدو كأنه حائط آخر، ودعني أفعل ذلك فيما بين البحر وقلعة المقسي، وبذلك لا يبقى لمصر طريق إلا من بابها الذي يصعب أن يفتحه العدو”. ولكن العادل استولى على مصر، وفر الأفضل من وجهه إلى الشام، وخلع العادل المنصور ونصب نفسه واليًا، وخطب له.
تواري قراقوش في الظل حتى وافته المنية عام 1200م بعد حياة حافلة بالعطاء والإخلاص … و الآن و بعد ان عرفنا تاريخ قراقوش الذي ظلمه البعض ، بادعاءات كاذبة فلا نملك الا ان نقول رحم الله الامير بهاء الدين قراقوش .
بالأمس حلب والفالوجة واليوم الموصل وغدا لاندرى على من الدور مجازر ومحارق مبرمجة وتطهير عرقى وتفتيت ، ملاحم كبرى لا تنتهى تزهق فيها الأرواح والنفوس الزكية . تستهدف المسلمين فى كل بقاع الأرض وليست العراق والشام والبوسنة والشيشان وبورما ونيجيريا وغيرها ببعيد . يحدث هذا فى القرن الواحد والعشرين وليس فى العصور الوسطى المظلمة . لقد خلق الله الناس فى أحسن تقويم وكرم بنى آدم ولكن يأبى شواذ البشر ذوى النفوس المريضة إلا ان يكونوا فى أسفل سافلين بسلوكهم المنتكس البعيد عن الفطرة السليمة اما الشىء العجيب هو ان نجد لهؤلاء المفسدين أتباعا سواء بجهل او بعلم .
فى كثير من الأحيان أشعر بأن الحيوان أكثر إنضباطا وإلتزاما من الإنسان فالقتل عند الحيوان إما للتغذية أو الدفاع عن النفس وعن الصغار أما ما يفعله الإنسان فهو غير مبرر حتى فى شريعة الغاب . سبحان الله هل رأيتم قطة لا تأكل من صيدها وتصبر على الجوع حتى تطعم صغارها وأخرى تذهب لتطعم قطة عمياء لا تستطيع تدبير أمر عيشها وأخرى توقظ صاحبها فى مواعيد الصلاة ومواعيد العمل . وهل سمعتم عن شجرة الصفصاف التى تفرز مادة حمض الأسيتيل سالسيلك (الأسبرين) عندما يتم قطع جزء منها وذلك لتسكين الألم ثم تنشرها فى الهواء لتصل وتستفيد منها كل الأشجار المحيطة بها ومن هذه الشجرة حصل الإنسان على مادة الأسبرين التى تستعمل الى الآن كمسكن للألم ولمنع تجلط الدم فى الأوعية الدموية . هل سمعتم عن الأسد غضبان الذى ندم فقتل نفسه بالنزيف بعد ان عض يده التى قتلت مدربه فى السيرك وذلك الكلب الذى مات صائما عن الأكل والشرب بعد ان فارقه صاحبة .
هل رأيتم تجمعات الطيور خلف قائد ودليل واحد فى رحلات الهجرة ومظاهرات العصافير على الأشجار عند تعرض أى عصفور للإفتراس من ثعبان مثلا . هل رأيتم خلية النحل وبيت النمل وكيف تعمل وتتواصل هذه الكائنات بنظام جماعى ينكرون فيه ذواتهم لصالح المجموع . هذه مخلوقات من خلق الله الذى يقول فيهم جل وعلا : هَٰذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (11) سورة لقمان .
التأمل والتدبر عبادة منسية غابت عن الكثيرين بالرغم من أن عدد الآيات التى تحض على التفكر والتدبر ومرادفاتها تمثل عشر عدد آيات القرآن. ولقد من الله على الإنسان بنعمة العقل الذى لولاه ما كانت كل هذه الإكتشافات التى غيرت نمط حياتنا ولعل كثير منها مستوحاة من مراقبة مخلوقات الله والتعرف على أسرارها فعلى سبيل المثال لا الحصر الموجات فوق الصوتية (السونار) والرؤية الليلية بالأشعة تحت الحمراء وتحديد المواقع بجهاز الجى بى اس والآن الإنذار المبكر بالزلازل أما قديما كان الناس يتعرفون على مكان الماء من حركة الطيور أما الغراب فعلم قابيل كيفية الدفن .
وبما أن العقل البشرى الذى اكتشف كل هذا هو من مخلوقات الله فكان الأحرى بنا ان نسجد لله الخالق شاكرين على هذه النعمة لا ان نبارز خالقنا وخالق كل شىء بالمعاصى . الله سبحانه هو خالقنا وواهبنا كل هذه النعم ولا ندرى سببا لهذا الغرور البشرى الزائف فالبشر لم يخلقوا شيئا وإنما إكتشفوا وتعلموا من التدبر فى خلق الله .
كثيرا ما نرى أن حيوان القرن الواحد والعشرين أكثر إنضباطا وإلتزاما من الإنسان فالقتل عند الحيوان له ضوابط ومحصور فى التغذية أو الدفاع عن البيت والنفس اما التزاوج فله مواسم محددة بهدف حفظ النوع وليس للهو والمتعة اما المسكن فللحماية من ظروف الطقس القاسية والإختباء من الأعداء وليس للتتباهى والخيلاء والحيوان لايخون بنى جلدته ولا يخون صاحبه الذى يهتم به والحيوان يهم لنجدة الصغار وحماية الإناث ويتعلم بالتكرار بما يسمى “الإنعكاس المشروط” فتتعلم الفرق بين النافع والضار ولا تكرر الأخطاء .
والحيوانات جبلت على برامج غريزية أودعها الله فيها فلا تخالفها وهى مبرمجة ومسيرة فمثلا نجد الطيور تستيقظ قبل الفجر بدقائق والديكة تصدح فى كل مكان فى هذا الوقت وبعد ذلك تصمت والأسماك والعصافير تتناول وجباتها الرئيسية عند الفجر والمغرب ونجد أن طريقة الأسود فى الصيد تتم عبر المطاردة لإستنزاف طاقة الفريسة وإجهادها وعندما تصبح الفريسة فى حاجة لمزيد من الأكسجين وفى أمس الحاجة لكل نفس تتنفسة تطبق الأسود على عنقها وتخنقها ويتم الإجهاز عليها فى دقائق معدودة مهما كانت قوتها او حجمها فمن علمها هذا الإسلوب المحكم . أما الفيلة والجاموس فتسير فى قطعان كبيرة لتحيط بالصغار لحمايتها وإن لزم الأمر تقوم بصورة جماعية بمهاجمة جلاديها ومفترسيها فمن علمها ان فى إتحادها قوة وفى تفرقها ضعفا. الحيوان يعيش حياة طبيعية ويأكل الطعام على طبيعته التى خلقها الله سبحانه فهل سمعتم عن حيوان يعانى من السكر او امراض القلب .
إذن فمن الممكن معرفة سلوك وردود أفعال كل الخلائق والتعلم منها ما عدا الإنسان الذى يأتى بما هو ليس طبيعيا ولا متوقعا بحسب العقل والمنطق والفطرة الطبيعية فهذا فرعون وكل فرعون نسى أنه مخلوق ضعيف وتمرد على خالقه وادعى الربوبية فإستعبد الناس وهذا قارون وكل قارون إغتر بالثروة والمال ونسى الله الذى رزقه. تدخل الإنسان فى كل شىء فأفسده وأصبحنا نرى الإنسان الذى يعانى من السمنة والتخمة والآخر الذى يقتله الجوع والحرمان .
أيعقل ان يكرمنا الله بنعمة العقل التى تميزنا عن باقى المخلوقات فتكون النتيجة معكوسة ويكون سلوك الإنسان العاقل أدنى من سائر المخلوقات فيكون “كالأنعام بل أضل سبيلا” كما قال ربنا سبحانه: أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ( 44 ) سورة الفرقان .
لماذا الغرور اذن أيها الإنسان ألا تتدبر قول الله تعالى: يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم ( 6 ) الذي خلقك فسواك فعدلك ( 7 ) في أي صورة ما شاء ركبك ( 8 ) . سورة الانفطار. وإذا كنت قد نسيت نفسك أمام خالقك فإن الله يذكرك بأصلك فى قوله تعالى : خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين (4) سورة النحل .
هل يعقل أن يستفيد الغرب من دراسة مخلوقات الله ونحن مجرد مقلدين مستهلكين لإكتشافاتهم وما يدعوا للعجب هو أنه فى الوقت الذى وصل فيه الغرب لكل هذا الكم من الإكتشافات وتسخيرها فى إنتاج الأسلحة الفتاكة مثل القنابل الذرية التى تعتمد على إنشطار ذرات اليورانيوم والقنابل الهيدروجينية (التى تحاكى ما يحدث فى الشمس) من إندماج الهيدروجين وإنتاج الهليوم وخروج الطاقة الزائدة وكذلك إستخداماته المتنوعة للضؤ والهولوجرام والليزر كما فى نظم الرؤية الليلية ونظم التوجية فى طائرات الأباتشى وغيرها .
نجد بيننا من يقول أن حروب آخر الزمان والتى نشاهدها بأعيننا الآن ستكون بالأسلحة البدائية ألسنا فى آخر الزمان الذى نطقت فيه الجمادات ألا يستعمل أعدائنا أحدث أسلحة الفتك للقضاء على المسلمين ومسح بلادهم من على الخريطة ألا نتعلم من التاريخ ونتذكر ما حدث فى بولندا فى الحرب العالمية الأولى عندما تقدمت دبابات هتلر لغزوها فدافع البولنديون المساكين بالخيول والبنادق البدائية وكان مشهدا دراميا محزنا حصدت فيه الأرواح حصدا وأبيدت فيه كل دفاعات بولندا ولعل هذا المشهد يتكرر فى كل صراع لم تعد له العدة المناسبة ولعل مذابح المسلمين فى كل مكان شاهد على ذلك هذه الدماء المسفوكة من المسؤل عنها غير الذى غيب الناس عن الواقع . لو كان بحوزة المجاهدين صواريخ مضادة للطائرات والصواريخ فهل كان بوسع احد ان يستخدم البراميل المتفجرة فوق المدن الآمنة .
ونرد على هذا الرأى الذى لا يثلج إلا صدور أعدائنا من خلال الفتوى التالية من موقع إسلام ويب : ذكر بعض العلماء أن الحروب آخر الزمان تكون بالسيوف ومن حججهم في ذلك حديث مسلم : لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا، ويقتل ثلث هم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث لا يفتنون أبدا، فيفتتحون القسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لا نذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته . فقد نص في هذا الحديث أنهم علقوا سيوفهم بالزيتون فيفهم منه أن لديهم سيوفا، وأنهم قاتلوا بالسلاح القديم “ولكنه ليس فيه نفي لغيرها”. والمسألة محل خلاف بين المعاصرين ويصعب القطع فيها إلا بنص صريح لكونها من الغيب الذي لا يجزم بشيء فيه إلا عن طريق الوحي. ونقول نظرا لغياب النص الصريح يكون تأويلها وقوعها اى ما يصدقه الواقع المشاهد بالعين وبالله ماذا ترى أعيننا الآن على أرض الواقع ؟ .
ونقول ايضا ان عصر الدجال قائم على ما يسحر العقول والعيون من تكنولوجيا حديثة واقرأوا عن مشروع الشعاع الأزرق لناسا والسلاح الهولوجرامى . ونقلا عن الشيخ أسعد التميمى رحمه الله فى تفسير عبارة (وليتبروا ما علوا تتبيرا) أى تدمير تلك المبانى الشاهقة والجدران الخرسانية التى يبنونها فإن هذا لا يتم بالأسلحة البدائية وإنما بالأسلحة الحديثة التى تفجر وتدمر . ويعضد ذلك سرعة تنقل المهدى بين المدينة ومكة وكذلك سرعة تنقل الدجال فى جميع أرجاء الأرض إلا مكة والمدينة وكل هذا معناه أدوات التنقل العصرية كالسيارة والقطار والطائرة .
وفى حديث صحيح رواه مسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي . إذن القوة تكمن فى الرمى والرمى يشمل كل ما يرمى به من مقذوفات بداية من السهم والحجارة والرصاص والى قذائف المنجنيق والمدفعية والصواريخ التى تمتلكها العديد من الفصائل المجاهدة الآن ومنها حماس وهى تغنى عن الإلتحام المباشر. والرمى ممكن من على سطح الأرض أو من باطن الأرض “الأنفاق” أو من الجو بالطائرات أو من البحر من السفن والغواصات. ولا ننسى ان لكل عصر لغة خطاب تناسبه ففى حادثة الإسراء والمعراج ارتد بعض حديثى العهد بالإسلام لأن عقولهم لم تستوعب هذه المعجزة بمقاييس ذلك الزمان والتى تتقبلها عقولنا الآن بكل بساطة فماذا كان سيحدث لو حدثهم الرسول علية الصلاة والسلام عن الحديد الذى سيطفو على الماء “السفن” والذى سيطير فى الهواء “الطائرات”.
هل كان بإمكان المقاومة الشعبية باليمن هزيمة قوات رأس الفتنة على عبد الله صالح والحوثيين لولا السلاح والعتاد الحديث هل كان النصر ممكنا بالأسلحة البدائية كما يزعمون . اما حماس على سبيل المثال فهى تصنع وقود الصواريخ من مواد طبيعية بدائية ولا تحتاج لتكنولوجيا لصناعة الصواريخ أو بنادق القنص وحتى الطائرات بدون طيار فكيف تعود للسيف والخيول وهى تصنع هذه الأسلحة يدويا فى الورش العادية وحتى لو إستخدمت الأسلحة البدائية فى مكان ما لظرف ما فهذا لا يعنى أنها لا تمتلك غيرها ولا ينفى وجود الأسلحة الأخرى. ألا تسعى إسرائيل لنزع سلاح حماس فكيف يكون الأمر لو نزعت حماس سلاحها بنفسها ألا يسعد هذا عدوها.
أما سورة الفيل ففيها إشارة واضحة لأهمية الرمى من الجو حيث قامت الطير الأبابيل بتدمير جيش أبرها الأشرم الحبشى والفتك بأفياله الضخمة التى كانت تستهدف هدم الكعبة ومصداق هذا رأيناه بأعيننا عندما قام طيران عاصفة الحزم بدك تجمعات وحصون الإنقلابيين فى اليمن مما ادى الى اضعافهم وعودة الشرعية مجددا وإذا كان سلاح الجو بهذه الأهمية فكيف فرطنا وسمحنا بتدميره فى 1967 مما مهد الطريق لإحتلال القدس .
هناك بعض الأخبار عن عواصف او رياح شمسية قوية قد تضرب الأرض فى 2022 وبالتالى ستؤثر على الإتصالات الإلكترونية وكذلك التيارات الكهربائية والأنظمة التى تعتمد على الكومبيوتر وفى هذه الحالة تتوقف كل أوجه النشاطات التكنولوجية التى تعتمد علي ما سبق الإشارة إليه بما في ذلك الأسلحة الإلكترونية والليزرية والهولوجرامية وغيرها او التى تعتمد على الأقمار الصناعية والموجات الكهرومغناطيسية وهذا لايعنى تعطل سائر الأسلحة الأخرى العادية وربما هذا الحدث يكون أشد وقعا على من تعود على التفوق فى هذه القدرات والإمكانيات الإلكترونية وبذلك يعطى الأفضلية لمن لا يمتلك تلك التقنيات اصلا فتكون الغلبة للجيوش الحقيقية التى تجاهد فى الميادين على الأرض وليست الجيوش الوهمية التى تحارب من خلف الشاشات والكمبيوترات اى ان هذا الحدث ان قدر له الله سبحانه ان يكون قد يقلب الموازين على ارض الواقع .
ولنعطى مثالا لذلك تستطيع امريكا ان ترسل عدة قذائف متتابعة فى نفس المسار باستخدام الليزر الأولى ضد التحصينات الخرسانية تحدث ثقبا تمر منه الثانية ضد الفولاذ لتحدث ثقبا تمر منه الثالثة ضد الأفراد اما من لا يمتلك تلك القدرة على التنشين الدقيق بالليزر فقد صنع قذيفة واحدة متعددة الأغراض ضد الخرسانة والفولاذ والأفراد تقوم بنفس الدور ولا تحتاج لتقنية الليزر وبالتالى تكون الغلبة للقذيفة البدائية المتعددة الأغراض فى حال توقف الليزر عن العمل .
المطلوب هو ان نفيق من ثباتنا ونعد العدة الملائمة لعصرنا “حسب الإستطاعة والإمكانيات المتاحة ” لتتلائم مع ما يحيط بنا من تحديات ومستجدات وردع لأعدائنا وألا نكرر سيناريو بولندا مع هتلر خصوصا بعد أن غشينا آخر الزمان ونرى بأعيننا القتل فى كل مكان بلا رحمة ولا شفقة مصداقا لقول نبينا عليه الصلاة والسلام من قبل 1400 سنة : لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج. قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: القتل القتل . رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه وهذا من الإعجاز الغيبى فى الإخبار عما هو كائن الى يوم القيامة . ان لدينا كنوزا لم تمسها يد بالتحريف لو تدبرنا ما فيها لعرفنا طريقنا وأصبحنا سادة الأمم لا كما يروج ضعاف النفوس المعتلين نفسيا الذين سلطوا على هذه الأمة الكبيرة .
Spot on with this write-up, I truly think this website wants way more consideration. I抣l most likely be once more to read far more, thanks for that info.
Thank you so very much to all of you please send your story and articles here to be published
thanks again
steve
There are definitely quite a lot of details like that to take into consideration. That could be a nice level to carry up. I offer the thoughts above as normal inspiration however clearly there are questions just like the one you bring up the place crucial factor will likely be working in trustworthy good faith. I don?t know if finest practices have emerged round things like that, but I am sure that your job is clearly recognized as a good game. Each boys and girls really feel the affect of just a second抯 pleasure, for the remainder of their lives.