إنتفاضة الأقصى ونهاية إسرائيل
د. فتحى نعينع
فى 1 مايو 2016
القدس تشتعل غضبا من تكرار إقتحام اليهود للمسجد الأقصى وتدنيسة أما فى سوريا فلأول مرة منذ أكثر من 1400 سنة لا تقام صلاة الجمعة فى مدينة حلب التاريخية نتيجة القصف المتواصل ومجاذر النظام السورى وأعوانه بحق الأطفال والنساء بغية الضغط على المعارضة للعودة للمفاوضات وفرض الحلول العلمانية التى تريدها امريكا والدب الروسى أما فى رفح وسيناء فلقد توقف الآذان بعد ان دكت المساجد والبيوت وأخليت من سكانها تمهيدا للوطن البديل لفلسطين اما تعز ومضايا وغزة فيعانون الحصار الخانق والتجويع وهى نفس الطريقة التى سيتبعها الدجال لمعاقبة مخالفيه.
لعل هذه الأحداث توضح بجلاء نوعية هذه الحروب على بلاد الإسلام التى تستهدف فى المقام الأول المساجد ودور العبادة وعباد الله المؤمنين والمسلمين الموحدين فى حرب شرسة لا ترحم . لقد ملئت الأرض بالفتن والملاحم وضاقت بما رحبت على المؤمنين فتجدهم مهاجرين فى ارض الله الواسعة يتحملون حياة الغربة لإتقاء الفتن يفرون بدينهم بعد ان اصبحوا يعيرون بتدينهم وإلتزامهم فى زمان عجيب غاض فيه الكرام غيضا وفاض فيه اللئام فيضا واصبح السعيد فىه لكع ابن لكع وصار الهرج اى القتل من الأخبار الروتينية واعداد القتلى والضحايا فى زيادة وكلما إعتقدنا أن النيران ستخمد نجدها تتمادى ويزداد سعيرها وسعارها لأن هناك من يصب الزيت عليها والأدهى من ذلك ان هناك من لم يكتفى بالتصفيق بل اصطف مع الباطل لأن فطرته قد إنتكست فالجلاد فى نظره ضحية تدفع عن نفسها شر المستضعفين والمظلومين واليتامى والثكالى والأرامل هؤلاء عنده هم الإرهابيين المخربين .
أصبحت الأخبار مجرد توثيقا للمعارك المستعرة فى بلاد الإسلام وبالذات الشام التى ازهقت فيها النفوس الزكية وهدمت المساجد ومنعت الصلوات ولم يعد هذا الوضع الكارثى المرير خافيا على أى متأمل لحاضرنا أما المستقبل فيشوبه غموض وترقب يحير العقول وعلامة إستفهام كبرى لم تجد الإجابة حينما تم الإنقلاب على رئيس منتخب صرخ من اجل الضعفاء وقال لبيك يا سوريا .
إمتدت النيران الى فلسطين وبيت المقدس وتعرض المسجد الأقصى للتعدى والتدنيس مما اجج إنتفاضة جديدة ولكنها ليست مثل اى إنتفاضة سابقة لأنها هذه المرة اعادت القضية الى حضن الإسلام ولذلك يقينا ستدور رحاها بلا توقف حتى تحرير القدس والمسجد الأقصى المبارك سيقول قائل هذا تفاؤل فالمعطيات على الأرض لا توشى بذلك وموازين القوة فى صالح اسرائيل بل ان اعوانها ومنهم من بنى جلدتنا ايضا الكثير . نقول هذا بالمفهوم المادى البحت دعونا من هذا الشرك الخفى أنسينا الله العزيز الجبار انخشى من هم دونه علينا بالإعداد حسب الإستطاعة والأخذ بالأسباب والتوكل على الله وهذا ما يفعله الفلسطينيون ألا نأخذ العبرة بتدبر هذه الآيات التى تصف حال الصحابة رضوان الله عليهم واليهود فى المدينة المنورة : مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2) الحشر
لقد قذف الله سبحانه فى قلوبهم الرعب فخربوا بيوتهم ومستوطناتهم قبل ان يهربوا منها ويهجروها ولقد رأينا بأعيننا مصداق هذا حديثا عندما هدموا ودمروا بالفعل مستوطنة “ياميت” بشمال شيناء عندما اخلوها فى الثمانينات بالرغم ان هذا كان ضمن إتفاقية للسلام . ولذلك يبدو ان هذا هو طبعهم الموروث والمطبوع فى جيناتهم بأن يخربوا بيوتهم قبل إخلائها وهذا ما سيحدث عندما يتملكهم الرعب وتنشط الهجرة العكسية تحت وطئة المقاومة قريبا بمشيئة الله .
ان ما يحدث فى القدس الآن هو علامة مبشرة واضحة ذكرها الله تعالى فى القرآن واشار اليها نبينا عليه الصلاة والسلام فى احاديث صحيحة من قبل 1400 سنة وهذا من الإعجاز الغيبى المبهر فى القرآن والسنة. فقط اكمل المقال لتتبين ان ما نراه بالرغم من قسوته هو من المبشرات وذلك لأن إسرائيل قد تجاوزت مرحلة إساءة الوجوه ومرحلة رد الكرة علينا والإمداد بالأموال والبنين وهى فى مرحلة الإفساد الثانى مع العلو الكبير فماذا بعد ذلك ؟ غير ظهور عباد الله اولى البأس الشديد ليدخلوا المسجد كما دخله المسلمون اول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا ولقد بدأت بوادر ظهورهم جلية وواضحة وهذا ما كنا نشير إليه ونبشر به دائما بل وتحدث عنه الكثيرون من حاخامات اليهود.
فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَار لقد بدأ الربيع المقدسى بعد أن إرتكب نتنياهو أكبر خطأ فى تاريخ إسرائيل وهو تكرار إستفزاز مشاعر المسلمين بتدنيس المسجد الاقصى فأعاد الصراع لهويته الأصلية الإسلامية بعد ان كان قوميا عربيا عاجزا مخدوعا بالمفاوضات والإتفاقيات كما انه نقل الصراع من خارج إلى داخل الكيان الإسرائيلى وتحديدا داخل القدس دفاعا عن المسجد الأقصى وهو بذلك أشعل فتيلا لحرب لا نهاية لها إلا بتحرير القدس وتطهيره من هذا الرجس والدنس وذلك لأن كل مسلمى العالم على إختلاف ألوانهم ولغاتهم وجنسياتهم اصبحوا هم الحاضنة الشعبية التى توحدها قضية القدس والمسجد الأقصى وسبحان الله نجد ان سورة الإسراء التى كانت تسمى سورة بنى إسرائيل تتصدرها حادثة الإسراء والمعراج فى إشارة واضحة لمكانة المسجد الأقصى عند المسلمين .
بغباء شديد لم يفهم نتنياهو ما حدث من متغييرات فمن يواجهونه اليوم ليس جيل الأربعينات بل احفادهم ذلك الجيل الجديد الذى صنعته قسوة الهالك شارون فمنذ كامب ديفيد منذ أكثر من 38 سنة نشأ جيل يختلف عن سابقه الذى خاض الحروب مع إسرائيل ولو إستمر الوضع هكذا لكان فى صالحها فكل من دون هذا السن كان مخدوعا بالسلام المزعوم فجاء شارون بقسوته وتعصبه ليغير هذا الوضع رأسا على عقب إن قسوة الهالك شارون هى من أفرزت رجال وأبطال فلسطين الموجودين الآن والمرابطون فى المسجد الأقصى بكل شجاعة يتحدون الموت كل لحظة والذين يسوءوا وجه إسرائيل ليل نهارلقد أصبحت المواجهه مع الشعوب مباشرة والعجيب ان ينزلق نتنياهو هذا المنزلق مع ان نبؤات التوراة التى بين يديه تتحدث عن ان من سيحرر القدس هى الشعوب المتطوعة الغيورة التى كسرت حاجز الخوف والقهر لقد أشعل نارا لاقبل له بها وسيكون هو أول من سيدفع ثمن التعنت والمماطلة فى إعطاء الشعب الفلسطينى كل حقوقه كاملة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نَضَّرَ الله امرأً سمع منَّا شيئاً فبلَّغَهُ كما سمعه، فَرُبَّ مُبَلَّغ أوْعَى من سامع . أخرجه أبو داود وصححه الترمذي وابن حبان ولفظه رحم الله امرأً عن ابن مسعود. يقول فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي أيها الأخوة، يوجد رواية رحم الله امرأً، ويوجد رواية نضّر الله امرأ، هناك أناس كثيرون حينما يهتدي إلى الله يكتفي، لا يشعر بحاجة إلى أن ينصح الناس، مثل هذا الإنسان لم يبلغ الإيمان الذي ينجيه، لأن الدعوة إلى الله فرض عين إن كنت متبعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم تدعو إلى الله . ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾ . سورة يوسف الآية: 108 . وعلامة اتباعك لرسول الله أن تدعو إلى الله، في حدود ما تعلم ومع من تعرف. انتهى .
“فَرُبَّ مُبَلَّغ أوْعَى من سامع” وذلك لأن هذا المبَلَّغ قد أتى فى زمان متأخر وقد رأى بعينية تأويل الآحاديث على أرض الواقع على عكس السامع الذى اجتهد فى التأويل فى زمان سابق لازالت فيه الأحداث غيبا وهذا ما لاحظناه فى التفاسير الحديثة لقول الله سبحانه : ( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا (7) عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8) ). سورة الإسراء
نلاحظ ان هناك إجماعا من كل العلماء على ان الوضع الحالى لإسرائيل هو الإفساد الثانى مع العلو الكبير السابق لمرحلة التبار اى الدمار ودخول المسجد الأقصى أما الإختلاف بينهم فهو فى الوعد الأول ولعل الرأى الأشهر هو ان الوعد الأول هو حادثة إجلائهم من المدينة المنورة على عهد النبى عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين ولكن هناك رأى آخر له وجاهته ايضا يرى ان الوعدين الأول والثانى خاص ببنى إسرائيل وهى الدولة القائمة حاليا وليس بنى إسرائيل اولاد نبى الله يعقوب ” إسرائيل” الذى سميت دولة اليهود على اسمه . كنت قد اطلعت على كتاب “تاريخ القدس” للدكتور طارق السويدان وهو فى الحقيقة تنقية للتاريخ الحقيقى مما علق به من تحريف وإسرائيليات وذهب الدكتور فى كتابه الى ان الإفسادتين والوعدين مقصود بهما إسرائيل الحالية وذهب الشيخ عمر سليمان الأشقر رحمه الله فى محاضرته عن “نهاية إسرائيل ” نفس المذهب .
والدليل على ذلك هو عندما اعلنت الأمم المتحدة عام 1947 عن دولة لليهود سميت هكذا “دولة اليهود” ولكن بن جوريون 1948 سماها “إسرائيل” على اسم نبى الله يعقوب عليه السلام والخطاب فى سورة الإسراء لبنى إسرائيل وبما ان إسرائيل لا يوجد بها أبناء نبى الله يعقوب “اسرائيل” عليه السلام وكل من فيها من الخزر والاشكناز وغيرهم من عرقيات مختلفة فيكون الخطاب فى القرآن لبنى اسرائيل “الدولة” وليس بنى نبى الله يعقوب عليه السلام . اما عن اجلاء اليهود من المدينة فلم يكن هذا الحدث مجرد جاسوا خلال الديار بل كان ابعادهم تماما وتدمير حصونهم وإخلاء المدينة من شرهم بعد ان نقضوا العهد وكانوا يسمون بنى قريظة وبنى النضير وغير ذلك وليس بنى إسرائيل وكذلك نبوخذ نصر وطيطس كلاهما قضى على دولة اليهود قضاء مبرما وليس مجرد جاسوا خلال الديار . إذن الوعدين فى سورة الاسراء هم لبنى دولة إسرائيل القائمة الآن والدليل على ذلك ان الموجودين فيها الآن ليسوا من بنى نبى الله يعقوب إسرائيل . كما ان الوعدين فى سورة الإسراء بعد حادث الإسراء والمعراج للفت النظر بأن الأرض التى سيفسدون فيها والمقصودة هى فلسطين والقدس وان المسجد هو المسجد الأقصى .
اما من جاسوا خلال الديار وحسب فهم الفدائيون والمقاومون والمنتفضون منذ عام 1948 حينما كانوا ينافحون عن قضية إسلامية اما عندما تحول الصراع الى صبغة قومية عربية وفرغ من الهوية الإسلامية كانت هزيمة 1967 وردت الكرة لليهود واحتلوا القدس واعقب ذلك تدفق المهاجرين والأموال الى اسرائيل حتى اصبحوا فى هذا العلو الكبير مع الإفساد الثانى الذى نراه بأعيننا الآن . اى ان قبل 1967 لم يكن القدس محتلا ولهذا كانت الإشارة للجوس خلال الديار فقط دون ذكر لدخول المسجد لأنه كان بيد المسلمين حينئذ اما بعد احتلال القدس وذلك العلو الكبير وبناء المستوطنات والأبنية المرتفعة والجدار العازل فكان الوعد بالتبار والدمار وهذا يتناسب مع ما قاموا بتشييده وكذلك دخول المسجد كما دخلة المسلمون أول مرة لأن المسجد ليس بيد المسلمين حاليا .
اى ان مرحلة العمليات الفدائية والمقاومة والإنتقاضات السايقة كانت هى مرحلة وجاسوا خلال الديار وستأتى مرحلة التبار ودخول المسجد عندما يعود الصراع لحظيرة الإسلام وليس القومية العربية والعلمانية والتنسيق الأمنى والمفاوضات العبثية وهذا ما حدث الآن فلقد عادت القضية لحظيرة الإسلام ومن اعادها هم اليهود بالإعتداء على المقدسات الإسلامية والدليل على ذلك هو ان دخول المسجد سيكون مثل المرة الأولى على عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه وهو عصر الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وليس كما دخله المسلمون فى عهد صلاح الدين وهى المرة الثانية وكان عصر الملك العضوض وهذا يعنى ان الدخول القادم وهو الثالث سيكون فى عصر خلافة جديدة على منهاج النبوة كما كان أول مرة وهذه من البشريات الإضافية بقرب عودة الخلافة من جديد.
ونشير الى بعض الإستنباطات الرائعة لعلماء مثل الدكتور عمر عبد الكافى بارك الله فيه والشيخ أسعد بيوض التميمى والشيخ الشعراوى رحمهما الله لبعض كلمات هذه الآيات القرآنية المشار اليها سابقا حيث الآيات تشير لإفسادتين وعلوا واحدا أما حرف اللام فى لتفسدن ولتعلن وكذلك كلمة فإذا فى عبارة فإذا جاء التى تكررت مع الوعدين كل هذا يفيد المستقبل أى بعد نزول القرآن فكان الإفساد الأول فى المدينة المنورة كما يقولون أما الإفساد الثانى مع العلو هو ما نشاهده الآن فى فلسطين والقدس. أما عبارة وليتبروا ما علوا تتبيرا أى تدمير تلك المبانى الشاهقة التى يبنونها فلا يتم بالأسلحة البدائية وإنما بالأسلحة الحديثة التى تفجر وتدمر ويعضد ذلك سرعة تنقل المهدى بين المدينة ومكة وكذلك سرعة تنقل الدجال وكل هذا معناه أدوات التنقل العصرية كالسيارة والطائرة. أما كلمة ما علوا فى وليتبروا ما علوا تتبيرا فهى تتحدث عن بنى إسرائيل بصيغة الغائب على عكس لغة الخطاب فى باقى الآيات الموجهه لبنى إسرائيل بضمير المخاطب وإلا لكانت لغة الخطاب (ما علوتم) وهذه دلالة لغوية على غيابهم عن المشهد وعدم تواجدهم وزوالهم بصورة كاملة ما بعد التبار .
والمبشرات كثيرة ومنها ما نقله الشيخ محمد الحسن ولد الدودو الشنقيطي عن ابن برجان الذى إستنبط من سورة الروم موعد دخول وتحرير بيت المقدس وذلك قبل 60 سنة من تحريره على يد صلاح الدين الأيوبى والذى جاء مطابقا تماما لما إستنبطه ابن برجان وهو ليلة المعراج يوم 27 رجب سنة 583 هجرية الموافق 2 أكتوبر سنة 1187 ميلادية ومما ذكره ابن برجان أيضا وحدث بالفعل فى زماننا هو أن الكسيح “الشيخ احمد ياسين” يقتله الأبرق” بمعنى جاحظ العينين وهو “شارون” ثم يصاب هذا الأبرق فى دماغه ويهلك وهذا ما حدث لشارون حيث مات بنزيف بالمخ ثم بعد ذلك سيأتى النصر . انتهى كلام الشيخ الدودو.
أما الدكتور محمد النوبانى فأشار الى وصية الرسول عليه الصلاة والسلام فى حديث صحيح بأن أفضل الأعمال فى زماننا “زمن تهارج الحمر على الدنيا” هو الجهاد وان أفضل الرباط “ملازمة الجهاد” فى عسقلان التى هى الآن غزة وما حولها .
أما الدكتور محمد جميل الحبال فبالإضافة لبحثه السايق “المبشرات القرآنية والمؤشرات الميدانية بزوال الكيان الصهيوني – اسرائيل”. فلقد توصل لبحث جديد من سورة الأنبياء يعضض أبحاثه السابقة وعنوانه:”مؤشر قرآني جديد يبشر بزوال الكيان الصهيوني وانتصار المقاومة الوطنية الفلسطينية”. مستنبط من سورة الأنبياء الأية رقم 105 قوله تعالى: “وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ”. وخلاصته ان سيطرة المقاومة الفلسطينية على القطاع عام ( 2005 م) كان وسيكون مقدمة لتحرير التراب الفلسطيني عامة والقدس خاصة بما فيها الأقصى الشريف عام 2022 – 2023م وان المقاومة الفلسطينية وفى القلب منها حماس هى الطائفة المنصورة التي بشرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ونشير بأن الشيخ العريفى والدكتور محمد عمارة والدكتور سلمان العودة حفظهم الله وغيرهم ينحازون لهذا الرأى.
أما كتاب: “بنو إسرائيل – بداية النهاية وحتمية التبار” للأستاذ الدكتور عامر نايف الأعظمى الأستاذ بجامعة العلوم الإسلامية ببغداد. فقد جاء فى وقت حاسم تعيش فيه الأمة الإسلامية أخطر لحظاتها حيث تعيش البشرية الآن عصر علو اليهود بإفسادتهم الأخيرة فى الأرض تمهيدا للظهور العلنى للدجال بفتنته الكبرى التى حذر منها كل أنبياء الله عليهم السلام. ولقد أذعنت لهم أقوى الدول ومنها للأسف كثير من الدول الإسلامية التى أصيبت بالغثائية إلا من رحم الله عز وجل. ولعل واقعنا الآن يشهد بأن ما يحدث للأمة الإسلامية هو من أخطر النوائب ما بعد سقوط الخلافة وإحتلال اليهود لأرض فلسطين. فيأتى هذا الكتاب بالبشريات اليقينية التى تعيننا على تحمل قسوة ومرارة الواقع متطلعين للفتح المبين الذى وعدنا به ربنا جل وعلا وعودة الخلافة على منهاج النبوة كما بشرنا بذلك نبينا عليه الصلاة والسلام.
أما الشيخ الشعراوي فبين أن وصف عباد المنوط بالكافرين إنما جاء في أحكام الآخرة لما انتهى التكليف وخضع الجميع قسرا لعبودية الواحد القهار. أما في أحكام الدنيا فقد منع وصف عباد إلا لعباد الرحمن بدليل قوله ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ) وقوله تعالى: ( وعباد الرحمن ) وقوله تعالى: ( ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك ) فالجامع بينها جميعا حال التكليف في الدنيا والالتزام بطاعة الرب. إذن إستخدام الحق سبحانه لوصف العباد في الدنيا خاصا بالمؤمنين دون سواهم. وهناك أيضا الكثير من الإجتهادات التى تصب فى نفس الإتجاه ومنها حيث أن ( عبادا لنا ) تصف العباد مضافا لله تعالى فلا بد من ربط هذا بوصف الله تعالى لنبيه أول السورة بأنه عبده إذ قال: ( سبحان الذي أسرى بعبده ).
إنتفاضة الأقصى ونهاية إسرائيل
د. فتحى نعينع
فى 1 مايو 2016
Thank you for reading , please share your stories with us
Dr Steve Ramsey, PhD- cANADA